الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ١٥٥
لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم
____________________
حرفا مدغما نحو قوله - الضالين - وخويصة، والثاني إخطاء طريق التخفيف لأن طريق تخفيف الهمزة المتحركة المفتوح ما قبلها أن تخرج بين بين، فأما القلب ألفا فهو تخفيف الهمزة الساكنة المفتوح ما قبلها كهمزة رأس، والإنذار التخويف من عقاب الله بالزجر عن المعاصي. فإن قلت: ما موقع (لا يؤمنون)؟ قلت: إما أن يكون جملة مؤكدة للجملة قبلها أو خيرا لأن والجملة قبلها اعتراض. الختم والكتم أخوان، لأن في الاستيثاق من الشئ ضرب الخاتم عليه كتما له وتغطية لئلا يتوصل إليه ولا يطلع عليه. والغشاوة الغطاء، فعالة من غشاه إذا غطاه، وهذا البناء لما يشتمل على الشئ كالعصابة والعمامة. فإن قلت: ما معنى الختم على القلوب والأسماع وتغشية الأبصار؟ قلت: لاختم ولا تغشية، ثم على الحقيقة وإنما هو من باب المجاز، ويحتمل أن يكون من كلا نوعيه وهما الاستعارة والتمثيل، أما الاستعارة فأن تجعل قلوبهم لأن الحق لا ينفذ فيها، ولا يخلص إلى ضمائرها
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 145 150 151 154 155 164 166 167 173 174 ... » »»