الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ١٧٣
يخادعون الله والذين آمنوا
____________________
له قديما، كأنه قيل: علمت فضل زيد، ولكن ذكر زيد توطئة وتمهيد لذكر فضله. فإنق لت: هل للاقتصار بخادعت على واحد وجه صححى؟ قلت: وجهه أن يقال عنى به فعلت، إلا أنه أخرج في زنة فاعلت لأن الزنة في أصلها للمغالبة والمباراة والفعل متى غولب فيه فاعله جاء أبغ وأحكم منه إذ زاوله وحده من غير مغالب ولا مبار لزيادة قوة الداعي إليه، ويعضده قراءة من قرأ " يخدعون الله والذين آمنوا " وهو أبو حياة، و (يخادعون) بيان ليقول، ويجوز أن يكون مستأنفا كأنه قيل: ولم يدعون الإيمان كاذبين ومارفقهم في ذلك فقيل يخادعون؟ فإن قلت: عم كانوا يخادعون؟ قلت: كانوا يخادعون عن أغراض لهم ومقاصد: منها متاركتهم وإعفاؤهم عن المحاربة وعما كانوا طرقون به من سواهم من الكفار. ومنها اصطناعهم بما يصطنعون به المؤمنين من إكرامهم والإحسان إليهم وإعطائهم الحظوظ من المغانم ونحو ذلك من الفوائد. ومنها اطلاعهم لاختلاطهم بهم على الأسرار التي كانوا حراصا على إذاعتها إلى منابذيهم. فإن قلت: فلو أظهر عليهم حتى لا يصلوا إلى هذه الأغراض بخداعهم عنها
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 164 166 167 173 174 175 177 178 179 ... » »»