التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٥٠
المنكر) (1) فاتى بالواو بعد السبعة، وقال (مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا) (2) فاتى بالواو في الثامنة. وقيل: ان المعنى واحد، وإنما حذفت تارة وجئ بها أخرى تصرفا في الكلام. قال الفراء:
الواو لا تقحم إلا مع (لما) و (حتى) و (إذا) وانشد.
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى (3) أرار انتحى وقيل: دخلت الواو لبيان انها كانت مفتحة قبل مجيئهم وإذا كان بغير واو افادانها فتحت في ذلك الوقت وجواب (حتى إذا) في صفة أهل الجنة محذوف وتقديره حتى إذا جاؤها قالوا المنى أو دخلوها أو تمت سعادتهم أو ما أشبه ذلك وحذف الجواب أبلغ لاحتماله جميع ذلك ومثله قول عبد مناف بن ربيع.
حتى إذا سلكوهم في قتائدة شلا * كما تطرد الجمالة الشردا (4) وهو آخر القصيدة، فحذف الجواب. وقوله (وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم) أي طابت أفعالكم من الطاعات وزكت (فادخلوها) أي الجنة جزاء على ذلك (خالدين) مؤبدين لا غاية له ولا انقطاع، وقيل: معناه طابت أنفسكم بدخول الجنة.
ثم حكى تعالى ما يقول أهل الجنة إذا دخلوها، فإنهم يقولون اعترافا بنعم الله عليهم (الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض) يعنون ارض الجنة.
وقيل: ورثوها عن أهل النار، وقيل: لما صارت الجنة عاقبة أمر هم كما يصير الميراث، عبر عن ذلك بأنه أورثهم وقوله (نتبوء من الجنة حيث نشاء) معناه

(1) سورة 9 التوبة آية 113 (2) سورة 66 التحريم آية 5 (3) مر تخريجه في 6 / 109 (4) مر في 1 / 128، 149 و 6 / 322، 459 و 7 / 363
(٥٠)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست