التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٣٣٧
ينبت في جوانبه ومنه شاطئ النهر جانبه، يقال أشطأ الزرع، فهو مشطئ إذا أفرخ في جوانبه " فازره " أي عاونه فشد فراخ الزرع لأصول النبت وقواها يقال أزرت النبت وآزره غيره بالمد، ويقال أزر النبت وازرته مثل رجع ورجعته وقال أبو الحسن: هما لغتان. وقال أبو عبيدة: أزره ساواه فصار مثل الام، وفاعل (آزر) الشطأ أي أزر الشطأ الزرع، فصار في طوله " فاستغلظ " أي صار غليظا باجتماع الفراخ مع الأصول " فاستوى " معه أي صار مثل الام " على سوقه " وهو جمع ساق وساق الشجرة حاملة الشجر، وهو عوده الذي يقوم عليه، وهو قصبته. ومثله قوى المحبة بما يخرج منها، كما قوي النبي صلى الله عليه وآله بأصحابه.
وقوله " يعجب الزراع " يعني الذين زرعوا ذلك " ليغيظ بهم الكفار " قيل: معناه ليغيظ بالنبي وأصحابه الكفار المشركين. ووجه ضرب هذا المثل بالزرع الذي أخرج شطأه هو ان النبي صلى الله عليه وآله حين ناداهم إلى دينه كان ضعيفا فأجابه الواحد بعد الواحد حتى كثر جمعه وقوي أمره كالزرع يبدو بعد البذر ضعيفا فيقوى حالا بعد حال حتى يغلظ ساقه وفراخه، وكان هذا من أصح مثل وأوضح بيان وقال البلخي: هو كقوله " كمثل غيث أعجب الكفار نباته " (1) يريد بالكفار - ههنا - الزراع واحدهم كافر، لأنه يغطي البذر، وكل شئ غطيته فقد كفرته.
ومنه قولهم: تكفر بالسلاح. وقيل: ليل كافر لأنه يستر بظلمته كل شئ قال الشاعر:
في ليلة كفر النجوم غمامها (2) أي غطاها. ثم قال " وعد الله الذين آمنوا " يعني من عرف الله ووحده

(1) سورة 57 الحديد آية 20 (2) مر في 1 / 60.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»
الفهرست