التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٢٢
للكافرين الظالمين نفوسهم بالكفر بالله يوم القيامة إذا دخلوا النار (ذوقوا ما كنتم) أي جزاء ما كنتم (تكسبون) من المعاصي. ثم اخبر تعالى عن الأمم الماضية من أمثالهم من الكفار بأن قال (كذب الذين من قبلهم) بآيات الله وجحدوا توحيده وكذبوا رسله (فأتاهم العذاب) جزاء لهم على فعلهم وعقوبة عاجلة " من حيث لا يشعرون " أي حيث لا يعلمون به ولا يحتسبون.
قوله تعالى:
(فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون (26) ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون (27) قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون (28) ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون (29) إنك ميت وإنهم ميتون (30) ثم إنكم يوم القيمة عند ربكم تختصمون) (31) ست آيات بلا خلاف.
قال المبرد العرب تقول لكل شئ يصل إليك بجارحة من الجوارح: ذق أي يصل معرفته إليك، كما يصل إليك معرفة ما تذوقه بلسانك من حلو ومر ومنه قوله (فذاقوا وبال أمرهم) (1) وقوله (ذق انك أنت العزيز الكريم) (2) والخزي هو المكروه والهوان، وخزي فلان إذا وقع في المكروه، فالخزي افراط

(1) سورة 64 التغابن آية 5 (2) سورة 44 الدخان 49
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست