التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٢٠
غير ساق، والشجر ماله ساق وأغصان. والنبات يعم الجميع، يقال: تنبت النخلة والشجرة والحبة تنبت نباتا. وقوله " مختلفا ألوانه " يعني صنوفه وقيل:
مختلف الألوان من اخضر واصفر واحمر وأبيض: من البر والشعير والسمسم والأرز والذرة والدخن وغير ذلك.
وقوله " ثم يهيج فتراه مصفرا " معناه يجف ويضطرب، فالهيج شدة الاضطراب بالانقلاب عن حال الاستقامة والصلاح، هاج يهيج هيجا وهياجا وهاج البعير هيجا. وقيل: معنى " يهيج " أي يحمى ويجف، فكأنه عما يلحق الجميع يخرج إلى تلك الحال فيتغير عن لون الخضرة إلى لون الصفرة. وقوله " ثم يجعله حطاما " فالحطام فتات التبن والحشيش. ثم قال " إن في ذلك " يعني في ما ذكره من انزال الماء من السماء وإنبات الزرع به ونقله من حال إلى حال " لذكرى " أي ما يتذكر به ويفكر فيه لأولي الألباب يعني ذوي العقول السليمة.
ثم قال تعالى على وجه التنبيه للحق " أفمن شرح الله صدره للاسلام " أي من لطف الله له حتى آمن وعرف الله ووحده وصدق نبيه " فهو على نور من ربه " يعني فهو على هداية من الله ودين صحيح، كمن كان بخلاف ذلك، وحذف لدلالة الكلام عليه. ثم قال " فويل للقاسية قلوبهم " يعني الويل والعقاب للذين قست قلوبهم (عن ذكر الله) حتى لم يعرفوه ولا وحدوه يقال قسى الشئ إذا صلب، كما قال " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك " (1) ويقال: غسا وعثا وقسا بمعنى واحد، ويقال ما أقسى قلبه إذا كان لا يلين لشئ. والمعنى كلما تلي عليه ذكر الله قسى قلبه. وقوله " عن ذكر الله " معناه غلظ قلبه عن ذكر الله.
والقاسية قلوبهم هم الذين ألفوا الكفر وتعصبوا له فلذلك قست قلوبهم. ثم قال

(1) سورة 2 البقرة آية 74
(٢٠)
مفاتيح البحث: الصدق (1)، الشعير (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست