التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ١٧٨
كلام الله (أو يرسل رسولا) يعني به جبرائيل.
وقوله (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) معناه مثل ما أوحينا إلى من تقدم من الأنبياء أوحينا إليك كذلك الوحي من الله إلى نبيه روح من أمره وهو نور يهدي به من يشاء من عباده إلى صراط مستقيم بصاحبه إلى الجنة والصراط المستقيم الطريق المؤدي إلى الجنة، وهو صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض، ملك له يتصرف فيه كيف يشاء، وهو صراط من تصير الأمور إليه، ولا يبقى لاحد أمر ولا نهي ولا ملك ولا تصرف، وهو يوم القيامة. وقوله " ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان " يعني ما كنت قبل البعث تدري ما الكتاب ولا ما الايمان قبل البلوغ " ولكن جعلناه " يعني الروح الذي هو القرآن " نورا نهدي من نشاء من عبادنا " يعني من المكلفين، لان من ليس بعاقل وإن كان عبد الله، فلا يمكن هدايته لأنه غير مكلف.
ثم قال " وانك لتهدي " يا محمد " إلى صراط مستقيم " أي طريق مفض إلى الحق، وهو الايمان، وإنما جر (صراط الله) بأنه بدل من قوله " صراط مستقيم " ثم قال " ألا إلى الله تصير الأمور، أي إليه ترجع الأمور والتدبير وحده يوم القيامة
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست