التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ١٠٥
علمان: علم دين وعلم دنيا وعلم الدين أجلهما وأشرفهما لشرف النفع به. وقيل:
" فصلت آياته " بالأمر والنهي والوعد والوعيد والترغيب والترهيب.
ونصب قوله " قرآنا عربيا " على الحال - في قول الزجاج - وتقديره فصلت آياته في حال جمعه. ووصف بأنه قرآن، لأنه جمع بعضه إلى بعض، وبأنه عربي لأنه يخالف جميع اللغات التي هي ليست عربية " لقوم يعلمون " أي لمن يعلم العربية.
وقوله " بشيرا " أي مبشرا بالجنة وثوابها " ونذيرا " أي مخوفا من النار وعقابها.
وقوله " فاعرض أكثرهم " اخبار منه تعالى عن الكفار أن أكثرهم يعدل عن التفكر فيه وعن سماعه " فهم لا يسمعون " لعدولهم عنه. ويجوز أن يكون مع كونهم سامعين إذا لم يفكروا فيه ولم يقبلوه فكأنهم لم يسمعوه. وقال البلخي:
معناه إنهم يفعلون فعل من لا يسمعه، لأنهم مع سماعه يستثقلونه ويعرضون عن الفكر فيه.
ثم حكى ما قاله الكفار من قولهم " قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه " قال مجاهد والسدي: معناه في أغطية وإنما قالوا ذلك لييؤسوا النبي صلى الله عليه وآله من قبولهم دينه، فهو على التمثيل، فكأنهم شبهوا قلوبهم بما يكون في غطاء فلا يصل إليه شئ مما وراءه، وفيه تحذير من مثل حالهم في كل من دعي إلى امر أن لا يمتنع أن يكون هو الحق، فلا يجوز ان يدفعه بمثل ذلك الدفع " وفي آذاننا وقر " أي ثقل عن استماع هذا القرآن " ومن بيننا وبينك حجاب " قيل الحجاب الخلاف الذي يقتضي أن يكون بمعزل عنك. قال الزجاج: معناه حاجز في النحلة والدين أي لا نوافقك في مذهب " فاعمل اننا عاملون " معناه فاعمل بما يقتضيه دينك، فانا عاملون بما يقتضيه ديننا، وقال الفراء: معناه فاعمل في هلاكنا، فإننا عاملون
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست