التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٥٥١
بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب (24) فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) * (25) خمس آيات.
هذا خطاب من الله تعالى لنبيه وصورته صورة الاستفهام والمراد اخباره بما كان من قصة داود من الحكم بين الخصمين وتنبيهه على موضع إخلاله ببعض ما كان ينبغي أن يفعله فقال " وهل أتاك نبأ الخصم " يعني خبره فالنبأ الخبر بما يعظم حاله " إذ تسوروا المحراب " يعني حين صعدوا إليه.
والخصم هو المدعي على غيره حقا من الحقوق المنازع له فيه، ويعبر به عن الواحد والاثنين والجماعة بلفظ واحد، لان أصله المصدر، فتقول: رجل خصم، ورجلان خصم، ورجال خصم، ولذلك قال " إذ تسوروا المحراب " لأنه أراد المدعي والمدعى عليه ومن أتبعهما، فلا يمكن أن يتعلق به في أن أقل الجمع اثنان، لما قال " خصمان بغى بعضنا على بعض " لأنه أراد بذلك الفريقين، والخصم من خصمته اخصمه خصما. والتسور الاتيان من جهة السور، يقال تسور فلان الدار إذا أتاها من قبل سورها، وكانوا أتوه من أعلى المحراب، فلذلك فزع منهم، والمحراب مجلس الاشراف الذي يحارب دونه لشرف صاحبه، ومنه سمى المصلي محرابا وموضع القبلة أيضا محراب وقوله " إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض " معناه إن هؤلاء حين دخلوا على داود من غير الجهة التي اعتاد
(٥٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 546 547 548 549 550 551 552 553 554 555 556 ... » »»
الفهرست