التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٤٨
الباقون بالجزم.
الرهب والرهب لغتان مثل النهر والنهر، والسمع والسمع. وقيل في تشديد * (ذانك) * ثلاثة أقوال: أحدها - للتوكيد، الثاني - للفرق بين النون التي تسقط للإضافة. وبين هذه النون. الثالث - للفرق بين بنية الاسم المتمكن وغير المتمكن. وروي عن ابن كثير انه قرأ * (فذانيك) * قال أبو علي: وجه ذلك أنه أبدل من احدى النونين ياء، كما قالوا: تظنيت وتظننت. ومن جزم * (يصدقني) * جعله جوابا للامر وفيه معنى الشرط. وتقديره: إن أرسلته صدقني ومن رفع جعله صفة للنكرة. وتقديره ردءا مصدقا لي. وقال مقاتل: الرهب الكم، ويقال وضعت الشئ في رهبي اي في كمي، ذكر الشعبي انه سمع ذلك من العرب. ومن شدد * (ذانك) * جعله تثنية (ذلك) ومن خفف جعله تثنية (ذاك).
اخبر الله تعالى انه لما قال لموسى * (اني انا الله رب العالمين) * أمره أيضا ان يلقي عصاه، وانه ألقاها أي طرحها واخرجها من يده إلى الأرض فانقلبت بإذن الله ثعبانا عظيما * (تهتز) * بإذن الله * (كأنها جان) * في سرعة حركته، وشدة اهتزازه، فعلم موسى عند ذلك ان الذي سمعه من الكلام صادر من الله، وان الله هو المكلم له دون غيره، لان ذلك إنما يعلمه بضرب من الاستدلال.
وقوله * (ولى مدبرا، ولم يعقب) * اي لم يرجع، اي خاف بطبع البشرية وتأخر عنها ولم يقف، فقال الله تعالى له * (يا موسى اقبل ولا تخف انك من الآمنين) * من ضررها. والعصا عود من خشب كالعمود، وفي انقلابه حية دليل على أن الجوهر من جنس واحد، لأنه لا حال ابعد إلى الحيوان من حال الخشب. وما جرى مجراه من الجماد، وذلك يقتضي صحة قلب الأبيض إلى
(١٤٨)
مفاتيح البحث: القتل (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست