التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٤٦
بلقاء فولدن كلهن بلقا.
ثم حكى تعالى ان موسى قال له * (ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي) * أي لا تعدي علي لأني مخير في ذلك * (والله على ما نقول وكيل) * أي كاف وحسيب، وقيل: انه من قول الشيخ، ثم حكى تعالى ان موسى لما قضى الأجل تسلم زوجته وسار بها إلى أن * (آنس من جانب الطور نارا) * اي أبصر امرا يؤنس بمثله، والطور الجبل قال العجاج:
آنس جربان فضاء فانكدر * دانى جناحيه من الطور فمر (1) فلما رأى ذلك قال لأهله: البثوا مكانكم، فاني أبصرت نارا، فامضي نحوها * (لعلي آتيكم منها بخبر) * يعرف منه الطريق، فإنه روي أنه كان قد ضل عن الطريق * (أو جذوة من النار) * أي قطعة من الحطب غليظة فيها النار، وقيل الجذوة الشعلة من النار، لكي تصطلوا بها. وقيل: انهما كانا وجدا البرد، فلذلك قال ما قال.
ثم حكى تعالى ان موسى لما اتى النار بان قرب منها * (نؤدي من شاطئ الواد الأيمن) * أي من جانبه وهو الشط، ويجمع شواطئ وشطانا * (من البقعة المباركة) * يقال: بقعة وبقعة بالضم والفتح، وجمعه بقاع، ووصفها بأنها مباركة لأنه كلم الله فيها موسى * (من الشجرة) * قيل إن الكلام والنداء سمعه موسى من ناحية الشجرة، لان الله تعالى فعل الكلام فيها لا أن الله تعالى كان في الشجرة، لأنه لا يحويه مكان، ولا يحل في جسم، فتعالى الله عن ذلك " أن يا موسى " أي ناداه بان قال له يا موسى * (اني أنا الله رب العالمين) *

(1) تفسير الطبري 20 / 40 وروايته " آنس جريان قض "، وقد مر قسم من هذا الرجز في 1 / 286 و 7 / 358
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»
الفهرست