التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ١٠
ظهر الأرض، والجرز الذي لا نبات عليه ولا زرع ولا غرس. وقيل إنه أراد بالصعيد - ههنا - المستوي من وجه الأرض. وقال ابن عباس: معناه نهلك كل شئ عليها زينة.
وقال مجاهد: " جرزا " أي بلقعا. وقال قتادة: هو ما لا شجر فيه ولا نبات. وقال ابن زيد: الجرز الأرض التي ليس فيها شئ، بدلالة قوله " أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا " (1) يعنى الأرض التي ليس فيها شئ من النبات.
والصعيد المستوي قال: وهو كقوله تعالى " لا ترى فيها عوجا ولا أمتا " (2) قال سيبويه: يقال جرزت الأرض فهي مجروزة وجرزها الجراد والنعم، وارضون اجراز إذا كان لا شئ فيها، ويقال للسنة المجدبة جرز، وسنون أجراز لجدوبها ويبسها وقلة أمطارها. قال الراجز:
قد جرفتهن السنون الاجراز (3) ويقال: أجرز القوم إذا صارت ارضهم جرزا، وجرزواهم أرضهم أكلوا نباتها كله.
قوله تعالى:
(أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا (9) إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهئ لنا من أمرنا رشدا) (10). آيتان بلا خلاف.
يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله " أم حسبت " يا محمد، والمراد به أمته أي

(1) سورة 32، ألم السجدة آية 27 (2) سورة 20، طه آية 107 (3) تفسير الطبري 15 / 121 وروايته (حرقتهن) بدل (جرفتهن)
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست