التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ١١
أحسبت " أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " بل ما خلقت من السماوات والأرض وما بينهن من العجائب أعجب من أصحاب أهل الكهف، وحجتي بذلك ثابتة (1) على هؤلاء المشركين من قومك وغيرهم من جميع عبادي، وهو قول مجاهد وقتادة وابن إسحاق. وقال قوم: معناه " أم حسبت " يا محمد " أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " فان الذي آتيتك من العلم والحكمة أفضل منه، وهو قول ابن عباس. وقال الجبائي: المعنى أحسبت " أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " ولو لم نعلمك ذلك لما علمته. والأول أشبه، لان الله تعالى جعل انزال سورة الكهف احتجاجا على الكفار بما واطأهم عليه اليهود، والمراد بالكهف في الآية كهف الجبل الذي أوى إليه القوم الذين قص الله شأنهم وذكر اخبارهم في هذه السورة.
واختلفوا في معنى " الرقيم " فقال قوم: هو اسم قرية - ذهب إليه ابن عباس - وفى رواية أخرى عنه: أنه واد بين غضبان، وايلة، دون فلسطين، وهو قريب من أيلة. وقال عطية: " الرقيم " واد. وقال قتادة: " الرقيم " اسم الوادي الذي فيه أصحاب الكهف. وقال مجاهد: " الرقيم " كتاب تبيانهم. وفي رواية أيضا عن ابن عباس أن " الرقيم " هو الكتاب. وقال سعيد بن جبير: هو لوح من حجارة كتبوا فيه قصص أصحاب الكهف ثم وضعوه على باب الكهف، وهو اختيار البلخي والجبائي وجماعة. وقيل: جعل ذلك اللوح في خزائن الملوك، لأنه من عجائب الأمور. وقيل بل جعل على باب كهفهم. وقال ابن زيد: " الرقيم " كتاب، ولذلك الكتاب خبر، فلم يخبر الله عن ذلك الكتاب وما فيه. وقرأ قوله " وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون " (2) وقال: هو اسم جبل أصحاب الكهف،

(1) في المخطوطة (قائمة) بدل (ثابتة) (2) سورة 83، المطففين آية 19 - 21
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست