التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٢٢
أغلمته، ومنه " نار موصدة " (2).
ويجمع (وصيد) وصائد ووصد، وفى واحد لغتان: وصيد، وأصيد.
وأوصدت وآصدت. وليس أحدهما مأخوذا من الآخر، بل هما لغتان مثل ورخت الكتاب وأرخته، ووكدت الامر وأكدته.
وقوله " لو اطلعت عليهم لو ليت منهم فرارا " نصب على المصدر، ومعناه لو أشرفت عليهم لا عرضت عنهم هربا استيحاشا للموضع " ولملئت منهم رعبا " نصب على الحال، والمعنى لما ألبسهم الله تعالى من الهيبة لئلا يصل إليهم أحد حتى يبلغ الكتاب اجله فيهم، فينتبهون من رقدتهم بإذن الله عند ذلك من أمرهم. وقيل إنه : كانت أضفارهم قد طالت، وكذلك شعورهم، فلذلك يأخذه الرعب منهم. وقال الجبائي: نومهم ثلاثمائة سنة وتسع سنين - لا تتغير أحوالهم ولا يطعمون ولا يشربون - معجزة لا تكون إلا لنبي. وقيل النبي كان أحدهم، وهم الرئيس الذي اتبعوه وآمنوا به.
قوله تعالى:
(وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم اعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا (19) انهم ان يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن

(1) سورة 90 البلد آية 20
(٢٢)
مفاتيح البحث: النوم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست