التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٢٠
وقوله " فأووا " جواب (إذ) كما تقول: إذ فعلت قبيحا، فتب.
وقوله " وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين " أي تعدل عنهم وتميل، يقال: أزور ازورارا، وفيه زور أي ميل.
وقوله " وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال " قيل في معناه قولان:
أحدهما - تقطعهم في ذات الشمال أي انها تجوزهم منحرفة عنهم، من قولك قرضته بالمقراض أي قطعته.
الثاني - تعطيهم اليسير من شعاعها ثم تأخذه بانصرافها، ومن قرض الدراهم التي تسترد.
وقال مجاهد: تقرضهم تتركهم. وقال أبو عبيدة كذلك هو في كلامهم يقال: قرضت الموضع إذا قطعته وجاوزته. وقال الكسائي والفراء: هو المجاوزة يقال: قرضني فلان يقرضني وجازني يجوزني بمعنى واحد، قال ذو الرمة:
إلى قرض يقرض اجواز مشرف * شمالا وعن أيمانهن الفوارس (1) والقرض يستعمل في أشياء غير هذا، فمنه القطع للثوب وغيره، ومنه سمي المقراض، ومنه قرض الفار. وقال أبو الدرداء: (إن قارضتهم قارضوك وإن تركتهم لم يتركوك) ومعناه إن طعنت فيهم وعبتهم فعلوا بك مثله وإن تركتهم منه لم يتركوك.
والقرض، من يتقارض الناس بينهم الأموال، وقد يكون ذلك في الثناء تثني عليه كما يثني عليك. والقرض بلغة أهل الحجاز المضاربة، والقرض قول الشعر القصيد منه خاصة دون الرجز، وقيل للشعر قريض. ومن ذلك قول الأغلب العجلي:

(١) ديوانه ٣١٣ وتفسير الطبري ١٥ / ١٣٠ وتفسير القرطبي ١٠ / ٤٦٩ والصحاح والتاج، واللسان (قرض) ومجمع البلدان ٤ / ٤٦٣ ومجاز القرآن 1 / 400 وغيرها.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست