التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ١٢
روى ذلك عن ابن عباس. وقيل: إن اسم ذلك الجبل (تيحلوس) (1) وقيل تياحلوس (2).
وقد روي عن ابن عباس أنه قال: كل القرآن أعلمه إلا (حنان) و (الأواه) و " الرقيم ". واختار الطبري أن يكون ذلك اسما لكتاب أو لوح أو حجر كتب فيه.
والرقيم (فعيل) أصله مرقوم، صرف إلى فعيل مثل جريح بمعنى مجروح وقتيل بمعنى مقتول يقال: رقمت الكتاب أرقمه إذا كتبته ومنه الرقيم في الثوب لأنه خط يعرف به ثمنه. وقيل للحبة أرقم لما فيها من الآثار، وتقول العرب عليك بالرقمة (بمعنى عليك برقمة الوادي حيث الماء) (3) ودع الضفة أي الجانب. والضفتان جانبا الوادي، ولعل من ذهب إلى أن الرقيم الوادي: ذهب إلى رقمة الوادي.
وقوله " إذ أوى الفتية إلى الكهف " معناه " أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " حين " أوى الفتية إلى الكهف " أي حين جاء أصحاب الكهف إلى الكهف، كهف الجبل هربا بدينهم إلى الله، قالوا إذ أووه " ربنا آتنا من لدنك رحمة " رغبة منهم إلى ربهم في أن يرزقهم من عنده رحمة.
وقوله " وهئ لنا من أمرنا رشدا " معناه انهم قالوا يسر لنا ما نبتغي ونلتمس من رضاك أي دلنا على ما فيه نجاتنا والهرب من الكفر بك ومن عبادة الأوثان التي يدعونا إليها قومنا " رشدا " أي رشدا إلى العمل الذي تحب.
وقيل إن هؤلاء الفتية كانوا مسلمين على دين عيسى (ع) وكان ملكهم يعبد الأصنام، فهربوا بدينهم منه. وقال آخرون: هربوا من الملك بجناية اتهموا بها

(1) في المخطوطة (بجلوس) (2) في المخطوطة (بنا جلوس) (3) ما بين القوسين ساقط من المطبوعة.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست