التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٣٩٩
وهو على صيغة النهي، وليس بنهي.
ثم يقول الله تعالى لهؤلاء الكفار على وجه التهجين لهم والتوبيخ (انه كان فريق من عبادي) يعني المؤمنين في دار الدنيا (يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين) أي يدعون بهذه الدعوات، عبادة لله، وطلبا لما عنده من الثواب (فاتخذتموهم) أنتم يا معشر الكفار (سخريا) اي كنتم تستهزؤون بهم وتسخرون منهم. وقيل (السخري) بضم السين من التسخير و (السخري) بكسر السين من الهزء. وقيل: هما لغتان. وقوله (حتى أنسوكم ذكري) معناه لتشاغلكم بالسخرية نسيتم ذكري (وكنتم منهم تضحكون) فلذلك نسب إليهم انهم أنسوهم ذكر الله، لما كان بسببهم، والاشغال باغوائهم نسوا ذكر الله.
قوله تعالى:
(إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون (112) قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين (113) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادين (114) قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون (115) أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون (116) فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم (117) ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون (118) وقل رب اغفر
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»
الفهرست