التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ١٤٨
سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا (83) ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا (84) فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا (85) يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا (86) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ ان نهيك " كلا سيكفرون " - بضم الكاف - بمعنى جميعا سيكفرون. الباقون بفتح الكاف.
اخبر الله تعالى أن هؤلاء الكفار الذين ذكرهم ووصفهم بأنهم " اتخذوا من دون الله آلهة " عبدوها ووجهوا عبادتهم نحوها " ليكونوا لهم عزا " والاتخاذ اعداد الشئ ليأتيه في العاقبة، فهؤلاء اتخذوا الآلهة ليصيروا إلى العز فصاروا بذلك إلى الذل، فسخط الله عليهم وأذلهم. والعز الامتناع من الضيم عز يعز عزا، فهو عزيز أي منيع من أن ينال بسوء. فقال الله تعالى " كلا سيكفرون بعبادتهم " أي حقا ليس الامر على ما قالوه بل سيكفرون بعبادتهم. وقيل في معناه قولان:
أحدهما - إن معناه سيجحدون أن يكونوا عبدوها، لما يرون من سوء عاقبتها.
وهذا جواب من أجاز وقوع القبائح والكذب من أهل الآخرة.
الثاني - سيكفرو ما اتخذوه آلهة بعبادة المشركين لها، كما قال الله تعالى " تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون " (1) أي بأمرنا وإرادتنا " ويكونون عليهم ضدا " وقيل في معناه قولان:
أحدهما - قال مجاهد: يكونون عونا في خصومتهم وتكذيبهم.

(1) سورة 28 القصص آية 63
(١٤٨)
مفاتيح البحث: العزّة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست