التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ١٥٢
فلما افتروا على الله الكذب، ضرب الله المثل لكذبهم بأهول الأشياء، وقريب من هذا قول الشاعر:
ألم تر صدعا في السماء مبينا * على ابن لبينى الحارث بن هشام (1) وقريب منه أيضا قول الشاعر:
وأصبح بطن مكة مقشعرا * كان الأرض ليس بها هشام (2) وقال آخر:
بكا حارث الجولان من فقد ربه * وحوران منه خاشع متضائل (3) وقال آخر:
لما اتى خبر الزبير تواضعت * سور المدينة والجبال الخشع (4) وقال قوم: المعنى لو كان شئ يتفطر استعظاما لما يجري من الباطل لتفطرت السماوات والأرض استعظاما، واستنكارا لما يضيفونه إلى الله تعالى من اتخاذ الولد، ومثله قوله " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال " (5) ومعنى يتفطرن يتشققن والانفطار الانشقاق في قول ابن جريج، يقال: فطر ناب البعير إذا انشق، وقرئ ينفطرن بمعنى يتشققن منه، يعني من قولهم اتخذ الرحمن ولدا، والمراد بذلك تعظيما واستنكارا لهذا القول، وانه لو كانت السماوات يتفطرن تعظيما لقول باطل لانشقت لهذا القول، ولو كانت الجبال تخر لامر، لخرت لهذا القول. و (الهد) تهدم بشدة صوت.
وقوله " أن دعوا للرحمن ولدا " أي لان دعوا، أو من أن دعوا، أو المعنى ان السماوات تكاد ينفطرن والجبال تنهد والأرض تنشق لدعواهم لله ولدا، أي

(1) مر هذا البيت في 6 / 307 (2) مجمع البيان 3 / 530 (3) مر تخريجه في 6 / 307 (4) مر تخريجه في 1 / 204، 312 (5) سورة 13 الرعد آية 33
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 157 158 ... » »»
الفهرست