التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ١١٢
تحنن علي هداك المليك * فان لكل مقام مقالا (1) وحننت عليه أحن حنينا، وحنانا، وحنت على الرجل امرأته. وقال أبو عبيدة معمر ابن المثنى أكثر ما يستعمل بلفظة التثنية، قال طرفة:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا * حنانيك بعض الشر أهون من بعض (2) وقوله " وزكاة " أي وعملا صالحا زكيا - في قول قتادة والضحاك وابن جريج - وقال الحسن معناه: وزكاة لمن قبل عنه حتى يكونوا أزكياء. وقال الجبائي:
معناه آتيناه تحننا على العباد ورقة قلب عليهم ليحرص على دعائهم إلى طاعة ربهم " وزكاة " أي إنا زكيناه بحسن الثناء عليه، كما يزكي الشهود الانسان (وكان تقيا) أي يتقي معاصي الله وترك طاعته (وبرا بوالديه) أي كان بارا محسنا إلى والديه، (ولم يكن جبارا) متكبرا (عصيا) فعيل بمعنى فاعل، ثم قال تعالى " وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) في يوم القيامة، ومعناه ان رحمة الله وسلامه اللذين هما تفضل من الله، هما على يحيى يوم ولد، وإن رحمة الله وسلامه اللذين هما حزاء لا عماله الصالحة، هما عليه يوم يموت ويوم يبعث حيا، في الآخرة. قال قوم معناه: أمان الله له وسلامه يوم ولد من عبث الشيطان له واغوائه إياه، ويوم يموت من عذاب القبر وهول المطلع، ويوم يبعث حيا من عذاب النار وأهوال المحشر.
قوله تعالى:
(واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا

(1) قائله الحطيئة تفسير الشوكاني 3 / 311 وتفسير الطبري 16 / 38 والقرطبي 11 / 87 (2) ديوانه (دار بيروت) 66 وتفسير الطبري 16 / 38 والقرطبي 11 / 87.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست