التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٤٧٤
ثم بالغائب، ولو اتى بالمنفصل لجاز لتباعده عن العامل بما فرق بينه وبينه، فأشبه ما ضربت إلا إياك، وما ضربني إلا أنت. وأجاز الفراء " أنلزمكموها " بتسكين الميم جعله بمنزلة عضد وعضد وكبد وكبد. ولا يجوز ذلك عند البصريين، لان الاعراب لا يلزم فيه النقل كما يلزم في بناء الكلمة، وإنما يجيزون مثل ذلك في ضرورة الشعر كقول امرئ القيس:
فاليوم أشرب غير مستحقب * إثما من الله ولا واعل (1) وقال آخر:
وناع يخبرنا بمهلك سيد * تقطع من وجد عليه الأنامل وقال آخر:
إذا اعوججن قلت صاحب قوم قوله تعالى:
ويا قوم لا أسئلكم عليه ما لا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أريكم قوما تجهلون (29) آية في هذه الآية حكاية ما قال نوح لقومه أي لا أطلب منكم مالا أجرا على الرسالة ودعائكم إلى الله فتمتنعون من إجابتي بل أجري وثوابي في ذلك على الله.
وقوله " وما أنا بطارد الذين آمنوا " معناه إني لست أطرد المؤمنين من عندي ولا أبعدهم على وجه الإهانة. وقيل: انهم كانوا سألوه طردهم ليؤمنوا أنفة أن يكونوا معهم على سواء، ذكره ابن جريح والزجاج - وقوله " إنهم ملاقوا ربهم " اخبار بأن هؤلاء المؤمنين ملاقوا جزاء ربهم بعقاب من طردهم. في قول الزجاج.

(١) ديوانه: ١٣٠ تفسير القرطبي ٩ / 26
(٤٧٤)
مفاتيح البحث: الضرب (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 ... » »»
الفهرست