التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٣٨٧
مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون (46) آية.
نون التأكيد في الجزاء لا تجوز الا مع (ما) كما لا يجوز الجزاء ب‍ (إذ، وحيث) الا مع (ما) يخرجونها عن أخواتها، فدخلت (ما) لتقريبها منها، فالنون تدخل في الأمر والنهي والاستفهام والعرض، وكله طلب، وكله غير واجب.
وليس في الجزاء طلب إلا أنه يشبه غير الواجب.
وقوله " نرينك " من رؤية العين لأنها لو كانت من رؤية الاعلام لتعدى إلى مفعولين والبعض شئ يفصل من الكل، والبعض والقسم والجزء نظائر. والتوفي القبض على الاستيفاء بالأمانة، لان الروح تخرج من البدن على تمام وكمال من غير نقصان. ومعنى الآية إن أريناك يا محمد بعض ما نعد هؤلاء الكفار من العذاب عاجلا بأن ننزل عليهم ذلك في حياتك، وإن أخرنا ذلك عنهم إلى بعد وفاتك ووفاتهم، فان ذلك لا يفوتهم، لأنه الينا مرجعهم، والله شاهد بأعمالهم، وعالم بها، وحافظ لها، فهو يوفيهم عقاب معاصيهم. وقال مقاتل: المعنى إما نرينك بعض الذي نعد المؤمنين من النصر والاعلاء، وهو يوم بدر. وقوله " ثم الله " عطف في قول الفراء، وقال غيره: (ثم) بمعنى الواو.
قوله تعالى:
ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون (47) آية.
أخبر الله تعالى في هذه الآية أن لكل جماعة على دين واحد وطريقة واحدة كأمة محمد وأمة موسى وعيسى عليهم السلام رسولا بعثه الله إليهم وحمله الرسالة التي يؤديها إليهم ليقوم بأدائها. وقوله " فإذا جاء رسولهم " يعني يوم القيامة - في قول مجاهد - وقال الحسن: في الدنيا، بما أذن الله تعالى من الدعاء عليهم. وقوله " قضي
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»
الفهرست