التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٣٤٤
أقول لما جاءني فخره * سبحان من علقمة الفاخر (1) أي براءة منه. والتحية التكرمة بالحال الجليلة، ولذلك يسمون الملك التحية، قال عمرو بن معد يكرب:
أزور بها أبو قابوس حتى * أنيخ على تحيته بجند (2) وقال زهير بن خباب الكلبي:
من كل ما نال الفتى * قد نلته الا التحيه (3) وهو مأخوذ من قولهم أحياك الله حياة طيبة. والمعنى تحية بعضهم لبعض سلام اي سلمت وامنت مما ابتلى به أهل النار. و (أن) في الآية هي المخففة من الثقيلة وجاز ان لا تعمل لخروجها بالتخفيف عن شبه الفعل، كما قال الشاعر:
في فتية كسيوف الهند قد علموا * ان هالك كل من يحفى وينتعل (4) والميم في اللهم بمعنى (يا) كأنه قال يا الله، ولم يجعل في موضع (يا) لئلا يكون كحروف النداء التي تجري في كل اسم.
قوله تعالى:
ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون (11) آية قرا ابن عامر ويعقوب " لقضى إليهم اجلهم " بفتح القاف. الباقون بضمها على ما لم يسم فاعله. قال أبو علي الفارسي: اللام في قوله " لقضي إليهم اجلهم " جواب (لو) في قوله " ولو يعجل الله للناس " والمعنى " ولو يعجل الله للناس " دعاء

(1) مر هذا البيت في 1 / 134 و 3 / 81 و 5 / 241 (2) تفسير الطبري 11 / 58 (3) تفسير الطبري 11 / 58 (4) حاشية الصبان 1 / 290
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست