التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٢٥١
قوله تعالى:
ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون (66) آية.
خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله فأقسم، لان اللام لام القسم بأنك يا محمد صلى الله عليه وآله إن سألت هؤلاء المنافقين عما تكلموا به " ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب " قال الحسن وقتادة: هؤلاء قالوا في غزاة تبوك: أيرجو هذا الرجل ان يفتح قصور الشام وحصونها - هيهات هيهات - فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وآله على ما قالوه، فلما سألهم النبي عن ذلك على وجه التأنيب لهم والتقبيح لفعلهم: لم طعنتم في الدين بالباطل والزور؟ فأجابوا بما لا عذر فيه بل هو وبال عليهم: بأنا كنا نخوض ونلعب.
والخوض دخول القدم فيما كان مائعا من الماء أو الطين هذا في الأصل ثم كثر حتى صار في كل دخول منه أذى وتلويث. واللعب فعل ما فيه سقوط المنزلة لتحصيل اللذة من غير مراعاة الحكمة كفعل الصبي، وقالوا: ملاعب الأسنة اي انه لشجاعته يقدم على الأسنة كفعل الصبي الذي لا يفكر في عاقبة امره. فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله: " قل " لهم " أبا لله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون " قال أبو علي:
ذكر الاستهزاء هاهنا مجاز، لأنه جعل الهزء بالمؤمنين وبآيات الله هزءا بالله.
والهزء ايهام امر على خلاف ما هو به استصغارا لصاحبه.
قوله تعالى:
لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين (67) آية.
قرأ عاصم " ان نعف " بنون مفتوحة وضم الفاء " نعذب " بالنون وكسر
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست