مناظرة بين الزمزمي والألباني - محمد الزمزمي بن الصديق ، حسن بن علي السقاف - الصفحة ٢١
ومن أنكر هذا، فإنما ينكره " بلسانه " فقط. وإلا فهو مضطر إلى أن يفهم من قولكم " إن الله على العرش وهو في كل مكان بعلمه " أن استعلاء الله على العرش كاستعلاء الأجسام على العرش.
وأما كلمة " بلا كيف ". فإنها كلمة تقليدية، لا معنى لها مع كلمة " وهو في كل مكان بعلمه " (7)!
لأجل هذا... لما احتج الشيخ بأن هذه الكلمة. أعني " وهو في كل مكان بعلمه " - وردت عن السلف.
قلت له: لا أعتبر قول السلف في هذه المسألة، التي خالف فيها السلف العقل (8)

(٧) وهذا أيضا مثل من يقول: إن لله حدا وصورة وصوتا ويذهب ويأتي وهو جالس على العرش بلا كيف!!
والجنون فنون!! لان قائل هذه العبارة مجنون بلا كيف!! جنون يليق به!!
(٨) الحقيقة أنه ليس هناك شئ يقال له (مذهب السلف) لا في الفروع ولا في الأصول، أما في الفروع فيكفي أن يتأمل الانسان لمذاهب الأئمة الأربعة - وهم من السلف - ليدرك أنهم لم يتفقوا في مسائل الفروع جميعا، وأما في الأصول فقد اختلف مثلا قول الإمام أحمد من جهة مع قول البخاري ومسلم والكرابيسي وأبو ثور والحارث المحاسبي وغيرهم من جهة أخرى في مسألة خلق القرآن وهل يقال: لفظي في القرآن مخلوق أم لا، وغيرها من المسائل المعروفة (أنظر اختلافهم في مسألة خلق القرآن في حاشية رقم - ١ - سير أعلام النبلاء ١٢ / ٨٠ والجرح والتعديل ٧ / 191)، كما اختلف مذهب السيدة عائشة رضي الله عنها في مسألة جواز رؤية الله تعالى حيث ذهبت إلى امتناعها عن مذهب سيدنا ابن عباس رضوان الله تعالى عليهما حيث أثبت رؤية النبي لله تعالى، فقد جاء عنها كما في الصحيح: (من حدثكم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله فإن الله تعالى يقول (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) ".
ويكفي في إثبات الخلاف العقائدي وأنه لا اتفاق فيه وبالتالي لا وجود لمذهب موحد يسمى مذهب السلف في المسائل ما بسطناه في كتابنا " البشارة والاتحاف بما بين ابن تيمية والألباني في العقيدة من الاختلاف " حيث يدعي كل منهما بأنه لا يقول إلا ما في الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح أي كما فهمه السلف الصالح، ومع ذلك نجد ابن تيمية يثبت قدم العالم بالنوع والألباني ينفيه وينكره على ابن تيمية، كما نجد أن ابن تيمية وابن القيم يثبتان فناء النار ويعتقدان ذلك!!
والألباني ينكره عليهما ويصرح بخطورة قولهما وعدم جواز اعتقاد ذلك!!
إلى غير ذلك من مسائل متنوعة مبسوطة في كتابنا المذكور.
فأي طرف من هذين النقيضين هو مذهب السلف؟!! وهل يقال بعد هذا مذهب السلف في هذه المسائل كذا؟!! لذلك قال السيد الزمزمي ما قال من عبارته التي نعلق عليها هنا! فتأمل!!
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»