مناظرة بين الزمزمي والألباني - محمد الزمزمي بن الصديق ، حسن بن علي السقاف - الصفحة ١٧
ومن الغريب أنني لما قلت له:
إن " استوى " يصح أن يؤول بالاستواء بالعلم، وذكرت له ما تقدم تقريره قريبا..
قال لي: إن هذا يؤيد قولي في " الاستواء "!!
ولم يتنبه أن تفسير " الاستواء " بالعلم تأويل، ومخالف لقوله الذي يقول به في " الاستواء " - فتأمل (6)!

(6) والعجيب الغريب أن هذا الألباني المتناقض!! وقع في كارثة عظيمة وغلط شنيع في هذه المسألة العقائدية وهو لا يدري!! لعدم معرفته بالعقيدة الاسلامية الصحيحة وذلك أنه قال في تعليقه على " صحيح الترغيب والترهيب " (1 / 116) من طبعة المكتب الاسلامي الثانية 1406 ه‍ ما نصه:
[فائدة هامة: اعلم أن قوله في هذا الحديث: " فإن الله قبل وجهه ".
وفي الحديث الذي قبله " فإن الله عز وجل بين أيديكم في صلاتكم " لا ينافي كونه تعالى على عرشه، فوق مخلوقاته كلها كما تواترت فيه نصوص الكتاب والسنة، وآثار الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم، ورزقنا الاقتداء بهم، فإنه تعالى مع ذلك واسع محيط بالعالم وقد أخبر أنه حيثما توجه العبد فإنه مستقبل وجه الله عز وجل، بل هذا شأن مخلوقه المحيط بما دونه، فإن كل خط يخرج من المركز إلى المحيط، فإنه يستقبل وجه المحيط ويواجهه. وإذا كان عالي المخلوقات يستقبل سافلها المحاط بها بوجهه من جميع الجهات والجوانب، فكيف بشأن من هو بكل شئ محيط، وهو محيط ولا يحاط به؟ وراجع بسط هذا في كتب شيخ الاسلام ابن تيمية كالحموية والواسطية وشرحها للشيخ زيد بن عبد العزيز بن فياض (ص 203 - 213)] انتهى كلام المتناقض!!
أقول: هذا الكلام يؤكد فيه ما قاله للسيد الزمزمي في المناظرة وأشار له بيده بأن الله تعالى كالخيمة. كما يدل على أن هذا المتناقض!! لا يعقل ما يقول!! وهنا وضح مقصوده أكثر، إذ شبه الله تعالى بالغلاف الجوي الذي يحيط بالكرة الأرضية من جميع جوانبها!! أو بمعنى أوضح شبه الله بالفضاء الذي يحيط بالكرة الأرضية من جميع أجزائها!! وهذا فضلا عن كونه تشبيها وتمثيلا وتجسيما هو مضاد لعقيدة الاسلام الناصة بأن الله سبحانه وتعالى (ليس كمثله شئ) (ولم يكن له كفوا أحد) وكل ما تصور في بالك وخيالك فالله تعالى بخلاف ذلك، وكلامه ضلال من ناحية أخرى وهو كون العالم داخل معبوده الذي يتصوره ويتخيله!! كما يوضحه الشكل التالي المستقى من كلامه السابق الذي دونه في " صحيح ترغيبه " فهو تصريح من هذا المتناقض!! المتخابط!!
بأن الكون والعالم حال في ذات الله!! تعالى الله عما يهذر ويقول هذا الألباني المتخابط!!! وهذا كله من أكبر البراهين المؤكدة المثبتة بأن هذا الرجل من أهل الأهواء والضلالة!!
وهو يشبه إحاطة الله سبحانه وتعالى بإحاطة الغلاف الجوي أو الفضاء بالخط المستقيم المنطلق من مركز الأرض إلى أي جز من أجزاء الفضاء المحيط بالأرض من جميع جوانبها وقد اتفق جميع العقلاء من أهل الاسلام بأن معنى قوله تعالى (فأينما تولوا فثم وجه الله) أي: فثم قبلة الله. وخاصة في صلاة النافلة كما ورد في السنة الصحيحة ولا علاقة لهذه الآية بالوجه والتجسيم الذي يتخيله الألباني حيث يقول في عبارته السابقة: " وقد أخبر أنه حيثما توجه العبد فإنه مستقبل وجه الله عز وجل "!!
ومما ينسف خيال هذا الألباني وما في عقله من أفكار سامة!! قول الحافظ ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية (جزء 1 / 505):
" وإنما قلنا ذلك أولى بتأويل الآية لاجماع الحجة على أن ذلك تأويله وشذوذ من تأوله بمعنى تولون عنه فتستدبرونه، فالذي تتوجهون إليه وجه الله، بمعنى قبلة الله ".
فتأملوا في تهافت تخبطات هذا الألباني!! المتناقض!! في العقيدة.
خارج الإطار المكان العدمي عنده (الذي يزعم بأنه غير مخلوق وأن معبوده هناك) تعالى الله عما يتصور ويتخيل المجسمة الكرة الأرضية السماوات السبع الكرسي والعرش معبوده الذي يتخيله
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 20 21 22 23 24 ... » »»