التمهيد - ابن عبد البر - ج ٨ - الصفحة ٣٦٠
أو أمر يعذر به حتى تذهب أيام الحج فيأتي البيت فيطوف ويسعى بين الصفا والمروة ثم يتمتع بحله إلى العام المستقبل (1) ثم يحج ويهدي وسنذكر وجوه ذلك في باب نافع عن ابن عمر إن شاء الله وأما قول سعد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنعناها معه فليس فيه دليل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمتع لأن عائشة وجابرا يقولان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج ويقول أنس وابن عباس وجماعة قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أنس سمعته يلبي بعمرة وحجة معا وقال صلى الله عليه وسلم دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة (2) ويحتمل قوله صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعنى اذن فيها وأباحها وإذا أمر الرئيس بالشيء جاز أن يضاف فعله إليه كما يقال رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الزنا وقطع في السرقة ونحو هذا ومن هذا المعنى قول الله عز وجل * (ونادى فرعون في قومه) * أي أمر فنودي والله أعلم
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»