الاستذكار - ابن عبد البر - ج ١ - الصفحة ١٣٩
وقد وجدنا العرب تخفض بالجوار والاتباع على اللفظ بخلاف المعنى والمراد عندها المعنى كما قال امرؤ القيس (كبير أناس في بجاد مزمل (1 *) فخفض بالجوار وإنما المزمل الرجل والإعراب فيه الرفع وكذلك قوله أيضا (صفيف شواء أو قدير معجل (2 *) وكان الوجه أن يقول أو قديرا معجلا ولكنه خفض للاتباع وكما قال زهير (لعب الزمان بها وغيرها * بعدي سوافي المور والقطر (3)) قال أبو حاتم كان الوجه (والقطر) بالرفع ولكنه جره بالجوار على المور كما قالت العرب هذا جحر ضب خرب ومن هذا قراءة أبي عمرو * (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس) * [الرحمن 35] بالجر لأن النحاس هو الدخان [وقراءة يحيى بن وثاب [ذو القوة المتين بالخفض] ومن هذا أيضا قول النابغة (لم يبق غير طريد غير منفلت * أو موثق في حبال القد مسلوب (4)) فخفض
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»