إثبات عذاب القبر - البيهقي - الصفحة ٩
2 - قال جماعة من الكرامية يقع على الجسد فقط، وأن الله يخلق فيه إدراكا بحيث يسمع ويعلم ويلذ ويألم.
واستدلوا بقصة مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحاب القليب في بدر، فقد كان يخاطبهم قبل أن تعود الروح إليهم وكانوا يسمعونه، وهكذا يكون السؤال في القبر. وأجاب الجمهور: بأن هذا لا يصلح دليلا لما يدعونه، والأحاديث الصحيحة الكثيرة بخلاف ذلك، وهي تنص على الإقعاد والمخاطبة، وإجابة الانسان على أسئلة الملكين وغير ذلك مما يدل على وجود الروح.
3 - وقال ابن حزم وابن هبيرة إن السؤال يقع على الروح فقط واستدلوا بأن الميت قد يشاهد في قبره حال المسألة ولا أثر فيه من إقعاد ولا غيره، ولا ضيق في قبره ولا سعة.
وأجاب الجمهور: بأن ذلك غير ممتنع في قدرة الله تعالى، بل له نظير في العادة وهو النائم، فإنه يجد لذة وألما لا يدركه من يشاهده، بل إن اليقظان قد يدرك ألما ولذة لما يفكر به ولا يدرك ذلك جليسه، والمريض يتألم بجسمه ولكننا لا ندرك ذلك إلا إذا صرخ من الألم مثلا. وقد كان جبريل عليه السلام يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حضور فيراه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يراه أحد من أصحابه.
والظاهر أن الله تعالى صرف أبصار العباد وأسماعهم عن مشاهدة ذلك فلا يسمعه الثقلان إلا من شاء الله.
4 - قال أبو الهذيل ومن تبعه إن الميت لا يشعر بالتعذيب ولا بغيره إلا بين النفختين، فهو كالنائم والمغشي عليه لا يحس بالضرب إلا بعد الإفاقة.
وليس لهم دليل على ذلك فيما أعلم. والأحاديث بخلافه.
5 - قال بعض المعتزلة: إنه يقع على الكفار دون المؤمنين - واستدلوا بقوله تعالى: (وحاق بآل فرعون سوء العذاب... الآية) غافر 45، 46.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 عملي في المخطوط 6
3 بحث في عذاب القبر 8
4 ترجمة البيهقي 13
5 لمحة عن المخطوط 17
6 أبواب الكتاب 19
7 أسماء من روى عنهم من الصحابة 21
8 باب ما جاء في القرآن والسنة من بشارة المؤمنين عند سؤال الملكين 27
9 باب ما في آية (ويضل الله الظالمين) من الوعيد للكفار بعذاب القبر 31
10 باب أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن المؤمن والكافر جميعا يسألان ثم يثبت المؤمن ويعذب الكافر 33
11 باب نزول الملائكة عند الموت ببشرى المؤمن ووعيد الكافر 44
12 باب الإسراع بالجنازة 48
13 باب قول الجنازة قدموني 49
14 باب الدليل على إعادة الروح في الجسد فيثاب المؤمن ويعاقب الكافر 50
15 باب عرض مقعد الميت عليه 54
16 باب عذاب المنافقين في القبر قبل النار 56
17 باب عذاب من أعرض عن ذكر الله في القبر قبل النار 59
18 باب جواز الحياة في جزء منفرد وأن البنية ليست من شرط الحياة 64
19 باب الدليل على أن الله يخلق على الميت أحوالا لا نشاهدها ولا ندركها يتنعم فيها قوم ويتألم آخرون 66
20 باب تخويف أهل الإيمان بعذاب القبر 80
21 باب عذاب القبر في النميمة والبول 86
22 باب عذاب القبر في النياحة على الميت 91
23 باب عذاب القبر في الغلول 92
24 باب عذاب القبر في الدين 93
25 باب ما جاء في طاعة الله تعالى من الأمن من عذاب القبر 95
26 باب ما يرجى في الرباط من الأمان من فتنة القبر 96
27 باب ما يرجى في الشهادة من الأمان من فتنة القبر 97
28 باب ما يرجى في قراءة سورة الملك من المنع 99
29 باب ما يرجى في المبطون من الأمان 101
30 باب ما يرجى في الموت ليلة الجمعة من الأمان 103
31 باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة 105
32 باب ما يرجى في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على الجنائز من النور في القبور 106
33 باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين بعذاب القبر 107
34 باب استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر وأمره بها 110
35 باب الدعاء للمؤمن بالتثبيت بعد الفراغ من الدفن 124
36 باب تمنى من غفر له أن يعلم قومه بما أكرمه الله به 125
37 باب تأويل قوله تعالى (ونفخ في الصور... الآية) 128
38 باب ما حضرني من أقاويل السلف رضوان الله عليهم في عذاب القبر 131