الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٩
ونقوضها وأجوبتها والموازنة بين اختلاف بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك من فضل الله لا بحولي ولا بقوتي، فلا حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله، قوة إلا بالله.
وقد كنت في مبادئ الطلب قرأت شيئا في المنطق، ثم ألقي الله كراهته في قلبي، وسمعت أن ابن الصلاح أفتي بتحريمه فتركته لذلك، فعوضني الله تعالى عنه علم الحديث الذي هو أشرف العلوم.
وأما مشايخي في الرواية سماعا وإجازة فكثير، أوردتهم في المعجم الذي جمعتهم فيه وعدتهم نحو مائة وخمسين، ولم أكثر من سماع الرواية لاشتغالي بما هو أهم، وهو قراءة الدراية " اه‍.
قلت: والسيوطي يشير في آخر كلامه إلى ما ادعاه من الاجتهاد، فقامت عليه القيامة، وقد صرح في عدة تآليف له بأنه المجدد على رأس المائة التاسعة فقال: قد أقامنا الله في منصب الاجتهاد لنبين للناس ما ادعي إليه اجتهادنا تحديدا للدين.
وقال في موضع آخر: ما جاء بعد السبكي مثلي، الناس يدعون اجتهادا واحدا وأنا أدعي ثلاثا.
فلما ادعي ذلك كتبوا له سؤالا فيه مسائل أطلق الأصحاب فيها وجهين وطلبوا منه إن كان عنده أدني مراتب الاجتهاد وهو اجتهاد الفتوى فليتكلم على الراجح من هذه الأوجه ويذكر الأدلة على طريقة المجتهدين فاعتذر عن ذلك ورد السؤال، وقال: إن له أشغالا تمنع من النظر في ذلك.
وكان السيوطي إذا ضيق عليه، وطلب منه المناظرة قال: أنا لا أناظر إلا
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»