الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢١
كان دؤوبا في تحصيل العلم على اختلاف أنواعه ومراتبه، وقد قيل: إنه أخذ جلها من كتب من سبقوه، حتى إنه لينقل عن الناس جل ما يكتب ولا تكاد ترى له تعليقا على ما ينقل، فنقول: لو لم يكن في ذلك سوى فهمه لما نقل لكان أمرا عظيما، ولو أن السيوطي ترك غيره يصفه بالاجتهاد لكان سائغا، أما أن يدعيه لنفسه فهذا غير ساغ عند أصحاب الاجتهاد من باب التواضع لله، وترك الاستعلاء على الخلق، وإذا نظرت إلى الكتب التي ألفها السيوطي في الرد على مخالفيه لرأيت فيها من الايذاء والعدوان شيئا مؤلما فالله المستعان.
وأما مؤلفات السيوطي فإنها كثيرة جدا، وقد نشر الأستاذ أحمد الخازندار والأخ محمد بن إبراهيم الشيباني كتابا في مؤلفات السيوطي بلغ عددها (981) كتابا ورسالة.
وتوفي السيوطي في ليلة الجمعة (19) من جمادي الأولى سنة (911) في منزله بروضة المقياس وكان قد مرض سبعة أيام بورم شديد في ذراعه الأيسر وقد أتم من العمر إحدى وستين سنة وعشرة أشهر وثمانية عشر يوما وصلي عليه بجامع الافاريقي تحت القلعة وكانت جنازته حافلة ودفن في حوش قوصون خارج باب القرافة. رحمه الله وتجاوز عنه.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»