عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ١٢٧
السين وكسرها لغتان قرىء بهما في السبع، وقرأ نافع بالكسر والباقون بالفتح وهو الأفصح الأشهر في اللغة، وقال الخليل: لا يستعمل منه مستقبل، قوله: أن أعطيت بفتح التاء على صيغة المجهول. قوله: ذلك أي: صرف وجهك من النار، وقال الكرماني: فإن قلت: ما وجه حمل السؤال على المخاطب إذ لا يصح أن يقال أنت سؤال، إذ السؤال حدث وهو ذات؟ قلت: تقديره أنت صاحب السؤال، أو عسى أمرك سؤالك، أو هو من باب زيد عدل، أو هو بمعنى: قرب، أي: قرب من السؤال، أو أن الفعل بدل اشتمال عن فاعله. قوله: ما أغدرك؟ فعل التعجب من الغدر وهو الخيانة وترك الوفاء بالعهد. قوله: انفهقت من الانفهاق بالفاء ثم القاف وهو الانفتاح والاتساع، وحاصل المعنى: انفتحت واتسعت. قوله: من الحبرة بفتح الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة، قال الكرماني: النعمة، وقال ابن الأثير: الحبرة سعة العيش وكذلك الحبور، وفي مسلم: فرأى ما فيها من الخير بالخاء العجمة وبالياء آخر الحروف، وقال النووي: هذا هو الصحيح المشهور في الروايات والأصول، وحكى عياض أن بعض رواة مسلم: الحبر بفتح الحاء المهملة وسكون الباء ومعناه السرور، وقال صاحب المطالع كلاهما صحيح والثاني أظهر. قوله: لا أكونن بالنون الثقيلة هكذا في رواية المستملي، وفي رواية غيره: لا أكون. قوله: أشقى خلقك قيل: هو ليس بأشقى لأنه خلص من العذاب وزحزح عن النار وإن لم يدخل الجنة. وأجيب: بأنه أشقى أهل التوحيد الذين هم أبناء جنسه فيه، ويقال: أشقى خلقك الذين لم يخلدوا في النار. قوله: حتى يضحك الله منه الضحك محال على الله ويراد لازمه وهو الرضا عنه ومحبته إياه. قوله: تمنه الهاء فيه للسكت وهو أمر من: تمنى يتمنى. قوله: ويذكره أي: يذكر المتمنى الفلاني والفلاني، يسمى له أجناس ما يتمنى، وهذا من عظيم رحمة الله سبحانه. قوله: الأماني جمع أمنية، ويجوز في الجمع التخفيف والتشديد. قوله: ومثله معه أي: ومثل ما أعطى بسؤاله يعطى أيضا مثله، والجمع بين روايتي أبي هريرة وأبي سعيد: أن الله أعلم أولا بما في حديث أبي هريرة، ثم تكرم الله فزاد بما في رواية أبي سعيد، ولم يسمعه أبو هريرة.
7439 حدثنا يحياى بن بكير، حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا: يا رسول الله هل نراى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا؟ قلنا: لا. قال: فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما، ثم قال: ينادي مناد: ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون، فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم، حتى يبقاى من كان يعبد الله من بر أو فاجر وغبرات من أهل الكتاب، ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيرا ابن الله، فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ قالوا: نريد أن تسقينا، فيقال: اشربوا، فيتساقطون في جهنم، ثم يقال للنصاراى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال: كذبتم لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما. تريدون؟ فيقولون: نريد أن تسقينا. فيقال: اشربوا، فيتساقطون، حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر فيقال لهم: ما يحبسكم وقد ذهب الناس؟ فيقولون: فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم، وإنا سمعنا مناديا ينادي: ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، وإنما ننتظر ربنا، قال: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»