عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ١٢٣
قال: كنا جلوسا عند النبي إذ نظر إلى القمر ليلة البدر قال: إنكم سترون ربكم كما ترون هاذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا ا مطابقته للترجمة ظاهرة لأن كلا منهما يدل على الرؤية.
وعمرو بن عون بن أوس السلمي الواسطي نزل البصرة. قال البخاري: مات سنة خمس وعشرين ومائتين أو نحوها، وخالد هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن الطحان الواسطي من الصالحين، وهشيم مصغر هشم ابن بشير الواسطي، وإسماعيل هو ابن أبي خالد الأحمسي البجلي الكوفي واسم أبي خالد: سعد، وقيل: هرمز، وقيل: كثير، وقيس هو ابن أبي حازم بالحاء المهملة والزاي البجلي، وجرير بن عبد الله البجلي.
والحديث مضى في الصلاة في: باب فضل صلاة العصر عن الحميدي. وأخرجه بقية الجماعة، ومضى في التفسير أيضا عن إسحاق بن إبراهيم، ومضى الكلام فيه.
قوله: لا تضامون بتخفيف الميم من الضيم وهو الذل والتعب أي: لا يضيم بعضكم بعضا في الرؤية بأن يدفعه عنه ونحوه، ويروى بفتح التاء وضمها وشدة الميم من الضم أي: لا تتزاحمون ولا تتنازعون ولا تختلفون فيها، وفيه وجوه أخرى ذكرناها. قوله: أن لا تغلبوا بلفظ المجهول، قال الكرماني: والتعقيب بكلمة الفاء يدل على أن الرؤية قد يرجى نيلها بالمحافظة على هاتين الصلاتين: الصبح والعصر، وذلك لتعاقب الملائكة في وقتيهما، أو لأن وقت صلاة الصبح وقت لذيذ النوم وصلاة العصر وقت الفراغ من الصناعات وإتمام الوظائف، فالقيام فيهما أشق على النفس.
7435 حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي، حدثنا أبو شهاب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله قال: قال، النبي صلى الله عليه وسلم إنكم سترون ربكم عيانا ا هذا طريق آخر في الحديث المذكور أخرجه عن يوسف بن موسى القطان الكوفي عن عاصم بن يوسف اليربوعي نسبة إلى: يربوع بن حنظلة في تميم، ويربوع بن غيظ في غطفان الكوفي عن أبي شهاب واسم عبد ربه بن نافع الحناط بالحاء المهملة وتشديد النون إلى آخره.
قوله: عيانا تقول عاينت الشيء عيانا إذا رأيته بعينك، وقال الطبراني: تفرد أبو شهاب عن إسماعيل بن أبي خالد بقوله: عيانا وهو حافظ متقن من ثقات المسلمين.
7436 حدثنا عبدة بن عبد الله، حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم، حدثنا جرير قال: خرج علينا رسول الله ليلة البدر فقال: إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هاذا، لا تضامون في رؤيته ا هذا طريق آخر في الحديث المذكور أخرجه عن عبدة بفتح العين المهملة وسكون الباء الموحدة ابن عبد الله الصفار البصري عن حسين بن علي بن الوليد الجعفي بضم الجيم وسكون العين المهملة وبالفاء نسبة إلى جعف بن سعد العشيرة من مذحج، وقال الجوهري: أبو قبيلة من اليمن، والنسبة إليه كذلك، عن زائدة بن قدامة عن بيان بفتح الباء الموحدة وتخفيف الياء آخر الحروف وبالنون ابن بشر بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة الأحمسي بالمهملتين الخ.
قوله: كما ترون معنى التشبيه بالقمر أنكم ترونه رؤية محققة لا شك فيها ولا تعب ولا خفاء كما ترون القمر كذلك، فهو تشبيه للرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي، ولا كيفية الرؤية بكيفية الرؤية.
7437 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»