عمدة القاري - العيني - ج ١١ - الصفحة ١٠١
ابن أبي مريم فيكون معلقا وعلى كل تقدير ففائدة ذكر هذا الطريق بيان سماع حميد لهذا الحديث من أنس لأنه قد اشتهر أن حميدا كان ربما دلس عن أنس رضي الله تعالى عنه وقال صاحب التلويح وقال ابن أبي مريم إلى آخره كذا في بعض النسخ وكذا نص أصحاب لأطراف عليه وفي أصل سماعنا وغيره حدثنا ابن أبي مريم وهو سعيد بن أبي مريم الجمحي المصري ويحيى هو ابن أيوب الغافقي المصري أبو العباس وفي بعض النسخ وقع يحيى بن أيوب بنسبته إلى أبيه * - 26 ((باب الصوم آخر الشهر)) أي: هذا باب في بيان فضل الصوم في آخر الشهر، وفي بعض النسخ: من آخر الشهر، وقوله هذا يطلق على آخر كل شهر من الأشهر، ومع هذا الحديث مقيد بشهر شعبان، والوجه إطلاقه إشارة إلى أن ذلك لا يختص بشعبان، بل يؤخذ من الحديث الندب إلى صيام أواخر كل شهر ليكون عادة للمكلف. فإن قلت: يعارض هذا النهي بتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين؟ قلت: لا معارضة لقوله في حديث النهي: (إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه).
3891 حدثنا الصلت بن محمد قال حدثنا مهدي عن غيلان وحدثنا أبو النعمان قال حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثنا غيلان بن جرير عن مطرف عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله أو سأل رجلا وعمران يسمع فقال يا أبا فلان أما صمت سرر هذا الشهر قال أظنه قال يعني رمضان قال الرجل لا يا رسول الله قال فإذا أفطرت فصم يومين لم يقل الصلت أظنه يعني رمضان.
مطابقته للترجمة تؤخذ مما ذكرنا الآن في أول الباب.
ذكر رجاله وهم ستة: الأول: الصلت، بفتح الصاد المهملة وسكون اللام وفي آخره تاء مثناة من فوق: ابن محمد بن عبد الرحمن أبو همام الخاركي. الثاني: مهدي، بفتح الميم وكسر الدال المهملة: ابن ميمون المعولي الأزدي. الثالث: غيلان، بفتح الغين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف: ابن جرير المعولي الأزدي. الرابع: أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي، الخامس: مطرف بلفظ اسم الفاعل من التطريف بإهمال الطاء ابن عبد الله بن الشخير الحرشي العامري. السادس: عمران بن حصين، رضي الله تعالى عنه.
ذكر لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في خمسة مواضع. وفيه: العنعنة في ثلاثة مواضع. وفيه: أن رواته كلهم بصريون. وفيه: إضافة رواية أبي النعمان إلى الصلت لما وقع فيها من تصريح مهدي بالتحديث من غيلان.
ذكر من أخرجه غيره: أخرجه مسلم في الصوم أيضا عن هدبة بن خالد. وأخرجه أبو داود فيه عن موسى بن إسماعيل. وأخرجه النسائي فيه عن زكريا بن يحيى عن عبد الأعلى بن حماد.
ذكر معناه: قوله: (أنه سأل) أي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل عمران أو سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قوله: (أو سأل رجلا)، شك من مطرف وثابت، رواه عنه بنحوه على الشك أيضا، وأخرجه مسلم كذلك، وأخرجه مسلم أيضا من وجهين آخرين عن مطرف بدون شك على الإبهام أنه: قال لرجل، وزاد أبو عوانة في (مستخرجه): من أصحابه، ورواه أحمد من طريق سليمان التيمي به: قال لعمران، بغير شك. قوله: (وعمران يسمع)، جملة اسمية وقعت حالا. قوله: (فقال: يا أبا فلان)، بالكنية، في رواية أبي ذر وفي رواية الأكثرين: (يا فلان) قوله: (سرر هذا الشهر)، بالسين المهملة وفتحها وفتح الراء، وقال النووي: ضبطوه بفتح السين وكسرها، وحكي ضمها، ويقال أيضا: سرار، بكسر السين وفتحها، وكله من الاستسرار. وقال الجمهور: المراد به آخر الشهر لاستسرار القمر فيه، وقال بعضهم: هو وسط الشهر، وسرر كل شيء وسطه، والسرة الوسط، وهي الأيام البيض، وروى أبو داود عن الأوزاعي أن سرره أوله، وقال ابن قرقول: سرر، بفتح السين عند الكافة وعند العذري: سرر بضم السين، وقال أبو عبيد: سرار الشهر آخره، حيث يستتر الهلال، وسرره أيضا، وأنكره غيره، وقال: لم يأت في صوم آخر الشهر حض، وسرار كل شيء وسطه وأفضله، فكأنه يريد الأيام الغر من وسط الشهر، وقال عبد الملك
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»