الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٩٣
يضعفه. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال المروزي: ذكره أحمد فلم يرضه (1) وفيه جهم بن أبي الجهم. قال الذهبي في ميزان الاعتدال: لا يعرف.
- 10 - رؤيا رسول الله صلى الله عليه وآله في علم عمر أخرج البخاري في صحيحه 5: 255 في مناقب عمر عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: بينا أنا نائم شربت يعني اللبن حتى أنظر إلى الري يجري في ظفري أو في أظفاري ثم ناولت عمر. فقالوا: فما أولته؟ قال العلم.
وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ص 119، والبغوي في المصابيح 2:
270، وابن عبد البر في الاستيعاب 2: 429، والمحب الطبري في الرياض 2: 8. وفي لفظهم:
بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى رأيت الري يخرج من أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر.
قال الحافظ ابن أبي الجمرة الأزدي الأندلسي في بهجة النفوس 4: 244 عند شرحه الحديث: فانظر بنظرك إلى الذي شرب فضله عليه السلام كيف كان قوة علمه؟ الذي لم يقدر أحد من الخلفاء يماثله، فكيف؟ بغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، وكيف؟ ممن بعد الصحابة. إلى آخر ما جاء به من التافهات.
قال الأميني: إن طبع الحال يستدعي أن تكون هذه الرؤيا بعد إسلام عمر وبعد مضي سنين من البعثة، وهل كان صلى الله عليه وآله طيلة هذه المدة خلوا من العلم؟ وهو في دور الرسالة، أو كان في علمه إعواز أكمله هذا اللبن الساري ريه في ظفره أو أظفاره؟ أو كان فيها إعلام بمبلغ علم عمر فحسب، وكناية عن إنه من مستقي الوحي؟ فهل تخفى على من هو هذا شأنه جلية المسائل فضلا عن معضلاتها؟ وهل يسعه أن يعتذر في الجهل بكتاب الله بقوله: ألهاني عنه الصفق بالأسواق؟.
وهلا تأثرت نفس الرجل بالعلم لما شرب من منهل علم النبي العظيم؟ فما معنى قوله: كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال؟ وأمثاله (2) وما الوجه في أخطاءه

(١) تهذيب التهذيب ٥: ٧ 32.
(2) راجع ما مر في الجزء السادس ص 338 ط 2.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»