الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٩٠
جاء رجل بعيد ما بين المناكب أصلع؟ فقيل: اسكت اسكت. قلت: وا ثكلاه من هذا الذي أسكت له عند النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقيل: عمر بن الخطاب، فعرفت والله بعد إنه كان يهون عليه لو سمعني أن لا يكلمني حتى يأخذ برجلي فيسحبني إلى البقيع.
قال الأميني: هل علمت رواة السوء بالذي تلوكه بين أشداقها؟ أم درت فتعمدت؟
أم أن حب عمر والمغالاة في فضائله أعمياهم عن تبعات هذا القول الشائن؟ إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
يقول القائل: إن ما أراد إنشاده محامد ومدح لله ولرسوله فيجيزه رسول الله صلى الله عليه وآله ويقول: إن ربك عز وجل يحب الحمد. فأي باطل في هذا حتى يبغضه عمر؟
ولو كان باطلا؟ لمنعه رسول الله صلى الله عليه وآله قبل عمر، وأي نبي هذا يتقي رجلا من أمته ولا يتقي الله؟ وكيف خشي الرجل أن يسحبه عمر برجله إلى البقيع ولم يخش رسول الله صلى الله عليه وآله أن يفعل به ذلك أو يأمر فيفعل به؟ أو أن عمر ما كان يميز بين الحق و الباطل فيحسب أن كل ما ينشد من الباطل، فيجاريه النبي صلى الله عليه وآله على مزعمة؟ فهل علم الراوي أو المؤلف بهذه المفاسد، أولا؟.
فإن كان لا يدري فتلك مصيبة * وإن كان يدري فالمصيبة أعظم - 7 - الملائكة تكلم عمر بن الخطاب أخرج البخاري في كتاب المناقب باب مناقب عمر عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد كان فيمن قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن من أمتي منهم أحد فعمر.
وأخرج في الصحيح بعد حديث غار عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب أسلفنا ألفاظ هذه الرواية في الجزء الخامس 42 - 46 ط 2، ومر هناك عن القسطلاني قوله: ليس قوله " فإن يكن " للترديد للتأكيد بل كقولك: إن يكن لي صديق ففلان إذ المراد اختصاصه بكمال الصداقة لا نفي الأصدقاء. الخ.
قال الأميني: أنا لست أدري ما الغاية في حديث الملائكة مع عمر؟ أهي محض
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»