طرق حديث الأئمة الإثنا عشر - الشيخ كاظم آل نوح - الصفحة ١٩
فالأمة المنكفئ علمها لا يمكنها تشخيص من تحلي بتلك الصفات فالغالب على خيرتها الخطا فإذا كان نبي كموسى (ع) تكون وليدة اختياره من الآلاف المؤلفة سبعين رجلا انهم لما بلغوا الميقات قالوا أرنا الله جهرة فما ظنك بافراد عاديين واختيارهم وافراد ماديين وانتخابهم وما عساهم ان ينتخبوا غير أمثالهم ممن هو وأيام سواسية كأسنان المشط في الحاجة إلى المسدد وليس من المأمون ان يقع انتخابهم على عابث أو يكون اتيانهم بمشاغب أو يكون انثيالهم وراء من يسر على الأمة حسوا في ارتقاء قوله حسبوا في ارتقاء مثل يضرب (هو من يظهر أمرا يريد غيره) أو يقع اختيارهم على جاهل يرتبك في الاحكام فيرتكب العظام ويأتي بالجرائم ويرتكب المآثم هو لا يعلم ولا يكترث لان يقول زورا ويحكم غرورا فيفسدوا من حيث أرادوا ان يصلحوا فوقعوا في الهلكة وهم لا يشعرون كما وقعت أمثال ذلك في البيعة لمعاوية ويزيد وخلفاء الأمويين فعلى الباري الرؤف الذي يكره كل ذلك في خلقه ان لا يجعل لاحد من خلقه الخيرة فيها وقد خلقه ظلوما جهولا الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة في الامر وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا بعيدا وقد أخبر به النبي (ص) من أول يوم عرض نفسه على القبائل فبلغ بني عامر بن صعصعة ودعاهم إلى الله فقال له قائلهم أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الامر من بعدك قال إن الامر لله بضعه حيث يشاء سيرة ابن هشام 2 ص 32 الروض الأنف 1 ص 264 السيرة الحلبية 2 ص 3 سيرة زيني دحلان 1 ص 302 حياة محمد هيكل ص 152
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست