بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٧٢
بسورة إنا أنزلناه (1) في ليلة القدر تفلجوا، (2) فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وإنه لسيدة دينكم، وإنها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا " بحم والكتاب المبين (3) " فإنها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله.
يا معشر الشيعة إن الله تبارك وتعالى يقول: " وإن من أمة إلا خلا فيها نذير (4) " فقيل: يا أبا جعفر نذير هذه الأمة محمد صلى الله عليه وآله قال: صدقت، فهل كان نذير وهو حي من البعثة في أقطار الأرض؟ فقال السائل: لا (5) فقال أبو جعفر عليه السلام:
أرأيت أن بعيثه ليس نذيره كما أن رسول الله صلى الله عليه وآله في بعثته من الله تعالى نذير؟
فقال: بلى، قال: فكذلك لم يمت محمد صلى الله عليه وآله إلا وله بعيث نذير، فإن قلت: لا، فقد ضيع رسول الله صلى الله عليه وآله من في أصلاب الرجال من أمته.
فقال السائل: أولم يكفهم القرآن؟ قال: بلى إن وجدوا له مفسرا، قال: أو ما فسره رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: بلى، ولكن فسره لرجل واحد، وفسر للأمة شأن ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب عليه السلام.
قال السائل: يا أبا جعفر كأن هذا الامر خاص لا يحتمله العامة؟ قال: نعم أبي الله أن يعبد إلا سرا حتى يأتي إبان (6) أجله الذي يظهر فيه دينه، كما أنه كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع خديجة عليها السلام مستترا حتى أمر بالاعلان، قال السائل: أينبغي

(١) السورة: ٩٧.
(٢) فلج وأفلج على خصمه. استظهر عليه وفاز.
(٣) سورة الدخان: ١ و ٢. وزاد في المصدر: انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم.
(٤) فاطر: ٢٤.
(5) في المصدر: [فهل كان بد من البعثة في أقطار الأرض فقال السائل فقال] أقول:
فيه سقط ولعل الصحيح: [فقال السائل: نعم فقال] وهو أصح مما في المتن.
(6) ابان الشئ: أوله. حينه.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364