بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ٦٥
علي وحرج منه صدري (1) حتى زعم أن هذا العبد الذي يصلي إلى قبلتي ويدعو دعوتي ويناكحني وأناكحه ويوارثني وأوارثه فأخرجه من الايمان من أجل ذنب يسير أصابه.
فقال له علي عليه السلام: صدقك أخوك، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول خلق الله الخلق وهو على ثلاث طبقات، وأنزلهم ثلاث منازل، فذلك قوله في الكتاب " أصحاب الميمنة، وأصحاب المشئمة، والسابقون السابقون (2) " فأما ما ذكرت من السابقين فأنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح: روح القدس، وروح الايمان، وروح القوة وروح الشهوة، وروح البدن.
فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا، وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معايشهم، وبروح الشهوة أصابوا اللذيذ من الطعام، ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا، ثم قال: " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم فوق بعض درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس (3) " ثم قال في جماعتهم: " وأيدهم بروح منه (4) " يقول: أكرمهم بها وفضلهم على من سواهم.
وأما ما ذكرت من أصحاب الميمنة فهم المؤمنون حقا بأعيانهم، فجعل فيهم أربعة أرواح: روح الايمان، وروح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، ولا يزال العبد يستكمل بهذه الأرواح حتى تأتي حالات.
قال: وما هذه الحالات؟ فقال علي عليه السلام: أما أولهن فهو كما قال الله:

(١) أي وضاق منه صدري.
(٢) زاد في نسخة وفي المصدر: [أولئك المقربون] أقول: والآيات في الواقعة:
٨ - ١٠ وفيها اختصار.
(٣) البقرة: ٢٥٣.
(٤) المجادلة: ٢٢.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364