بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٤٧
13 - * (باب) * * (غزوة الرجيع وغزوة معونة) * الآيات آل عمران " 3 ": ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا الآية 169.
تفسير: قال الطبرسي رحمه الله قيل: نزلت في شهداء بئر معونة، وكان سبب ذلك على ما رواه محمد بن إسحاق بن يسار بإسناده عن أنس وغيره قال: قدم أبو براء عامر ابن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة وكان سيد بني عامر بن صعصعة على رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة. وأهدى له هدية، فأبى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقبلها، وقال: " يا أبا براء لا أقبل هدية مشرك فأسلم إن أردت أن أقبل هديتك " وقرأ عليه القرآن فلم يسلم ولم يبعد، وقال يا محمد: إن أمرك هذا الذي تدعو إليه حسن جميل، فلو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إني أخشى عليهم أهل نجد " فقال أبو براء: أنا لهم جار فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة في سبعين (1) رجلا من خيار المسلمين منهم الحارث بن الصمة وحرام بن ملحان وعروة بن أسماء ابن الصلت السلمي ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر وذلك في صفر سنة أربع من الهجرة على رأس أربعة أشهر من أحد، فساروا حتى نزلوا بئر معونة (2)، فلما نزلوا قال بعضهم لبعض: أيكم يبلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله أهل هذا الماء؟ فقال حرام بن ملحان: أنا، فخرج بكتاب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى عامر بن الطفيل، فلما أتاهم لم ينظر عامر في كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال

(1) في سيرة ابن هشام: في أربعين رجلا.
(2) في السيرة: وهي أرض بنى عامر وحرة بنى سليم، كلا البلدين منها قريب، وهي إلى حرة بنى سليم أقرب.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست