بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٤٢٨
وتدع أمرك وأموالك عند غيرك قيما فتصيره أميرا، (1) يا بني إن الله رهن الناس بأعمالهم، فويل لهم مما كسبت أيديهم وأفئدتهم، يا بني لا تأمن من الدنيا والذنوب والشيطان فيها، يا بني إنه قد افتتن الصالحون من الأولين فكيف تنجو منه الآخرون؟
يا بني اجعل الدنيا سجنك فتكون الآخرة جنتك، يا بني إنك لم تكلف أن تشيل الجبال، (2) ولم تكلف مالا تطيقه، فلا تحمل البلاء على كتفك، ولا تذبح نفسك بيدك، يا بني لا تجاورن الملوك فيقتلوك، ولا تطعهم فتكفر، يا بني جاور المساكين، واخصص الفقراء والمساكين من المسلمين، يا بني كن لليتيم كالأب الرحيم، وللأرملة (3) كالزوج العطوف، يا بني إنه ليس كل من قال: اغفر لي غفر له، إنه لا يغفر إلا لمن عمل بطاعة ربه، يا بني الجار ثم الدار، يا بني الرفيق ثم الطريق، يا بني لو كانت البيوت على العمل (4) ما جاور رجل جار سوء أبدا، يا بني الوحدة خير من صاحب السوء، يا بني الصاحب الصالح خير من الوحدة، يا بني نقل الحجارة والحديد خير من قرين السوء، يا بني إني نقلت الحجارة والحديد فلم أجد شيئا أثقل من قرين السوء، يا بني إنه من يصحب قرين السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم، يا بني من لا يكف لسانه يندم، يا بني المحسن تكافأ بإحسانه، والمسئ يكفيك مساويه، لو جهدت أن تفعل به أكثر مما يفعله بنفسه ما قدرت عليه، يا بني من ذا الذي عبد الله فخذله؟ ومن ذا الذي ابتغاه فلم يجده؟ يا بني ومن ذا الذي ذكره فلم يذكره؟ ومن ذا الذي توكل على الله فوكله إلى غيره؟ ومن ذا الذي تضرع إليه جل ذكره فلم يرحمه؟
يا بني شاور الكبير ولا تستحي من مشاورة الصغير، يا بني إياك ومصاحبة الفساق فإنما هم كالكلاب، إن وجدوا عندك شيئا أكلوه، وإلا ذموك وفضحوك. وإنما حبهم بينهم ساعة، يا بني معاداة المؤمن خير من مصادقة الفاسق، يا بني المؤمن تظلمه ولا يظلمك وتطلب عليه ويرضى عنك، والفاسق لا يراقب الله فكيف يراقبك؟! يا بني استكثر من

(1) هكذا في النسخ وهو لا يخلو عن سقط، ولعل الصحيح: يا بنى ان تخرج من الدنيا فقيرا خير من أن تدع أمرك.
(2) أي أن ترفع الجبال.
(3) الأرملة: من مات زوجه.
(4) في نسخة: على العمد.
(٤٢٨)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435