بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٤٢٩
الأصدقاء ولا تأمن من الأعداء، فإن الغل في صدورهم مثل الماء تحت الرماد، يا بني ابدء الناس بالسلام والمصافحة قبل الكلام، يا بني لا تكالب الناس (1) فيمقتوك، ولا تكن مهينا فيضلوك، ولا تكن حلوا فيأكلوك، ولا تكن مرا فيلفظوك - ويروى: ولا تكن حلوا فتبلع، ولا مرا فترمى -.
يا بني لا تخاصم في علم الله، فإن علم الله لا يدرك ولا يحصى، يا بني خف الله مخافة لا تيأس من رحمته، وارجه رجاء لا تأمن من مكره، يا بني انه النفس عن هواها، فإنك إن لم تنه النفس عن هواها لن تدخل الجنة ولن تراها - ويروى انه نفسك عن هواها، فإن في هواها رداها.
يا بني إنك منذ يوم هبطت من بطن أمك استقبلت الآخرة واستدبرت الدنيا، فإنك إن نلت مستقبلها أولى بك من مستدبرها، يا بني إياك والتجبر والتكبر والفخر فتجاوز إبليس في داره، يا بني دع عنك التجبر والكبر، ودع عنك الفخر، واعلم أنك ساكن القبور، يا بني اعلم أنه من جاور إبليس وقع في دار الهوان، لا يموت فيها ولا يحيى، يا بني ويل لمن تجبر وتكبر، كيف يتعظم من خلق من طين، وإلى طين يعود ثم لا يدري إلى ما يصير إلى الجنة فقد فاز، أو إلى النار فقد خسر خسرانا مبينا وخاب؟ - و يروى: كيف يتجبر من قد جرى في مجرى البول مرتين - يا بني كيف ينام ابن آدم و الموت يطلبه؟ وكيف يغفل ولا يغفل عنه؟ يا بني إنه قد مات أصفياء الله عز وجل و أحباؤه وأنبياؤه صلوات الله عليهم، فمن ذا بعدهم يخلد فيترك؟ يا بني لا تطأ أمتك ولو أعجبتك وانه نفسك عنها وزوجها، يا بني لا تفشين سرك إلى امرأتك، ولا تجعل مجلسك علي باب دارك، يا بني إن المرأة خلقت من ضلع أعوج إن أقمتها كسرتها، وإن تركتها تعوجت، الزمهن البيوت فإن أحسن فاقبل إحسانهن، وإن أسأن فاصبر إن ذلك من عزم الأمور.
يا بني النساء أربع: ثنتان صالحتان، وثنتان ملعونتان، فأما إحدى الصالحتين: فهي الشريفة في قومها، الذليلة في نفسها، التي إن أعطيت شكرت،

(1) هكذا في النسخ، ولعل الصواب: لا تكالب على الناس.
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435