بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٤١٨
يا بني كن عبدا للأخيار، ولا تكن ولدا للأشرار، يا بني أد الأمانة تسلم دنياك وآخرتك، وكن أمينا فإن الله تعالى جل وعلا لا يحب الخائنين، يا بني لا تر الناس أنك تخشى الله وقلبك فاجر. (1) بيان: لا تقترب أي من الناس في المعاشرة كثيرا فيصير سببا لكثرة البعد عنهم، والغرض بيان أن ما ينبغي في معاشرتهم هو رعاية الوسط، فإن كثرة الخلطة وبث الاسرار أقرب إلى المفارقة، والبعد عنهم يوجب الإهانة. قوله عليه السلام: (لا تنشر بزك) أي لا تعرض متاعك من العلم والحكمة إلا عند طالبه ومن هو أهله.
12 - قصص الأنبياء: بالاسناد إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن الأصبهاني، عن المنقري، عن حماد بن عيسى، عن الصادق عليه السلام أنه قال: لما وعظ لقمان ابنه فقال:
أنا منذ سقطت إلى الدنيا استدبرت (2) واستقبلت الآخرة، فدار أنت إليها تسير أقرب من دار أنت منها متباعد، يا بني لا تطلب من الامر مدبرا، ولا ترفض منه مقبلا، فإن ذلك يضل الرأي ويزري بالعقل، يا بني ليكن مما تستظهر به على عدوك الورع عن المحارم، والفضل في دينك، والصيانة لمروتك، (3) والاكرام لنفسك أن تدنسها بمعاصي الرحمن ومساوي الأخلاق وقبيح الافعال، واكتم سرك، وأحسن سريرتك، فإنك إذا فعلت ذلك أمنت بستر الله أن يصيب عدوك منك عورة، أو يقدر منك على زلة، ولا تأمنن مكره فيصيب منك غرة (4) في بعض حالاتك، وإذا استمكن منك وثب عليك ولم يقلك عثرة، وليكن مما تتسلح به على عدوك إعلان الرضى عنه، واستصغر الكثير في طلب المنفعة، واستعظم الصغير في ركوب المضرة، يا بني لا تجالس الناس بغير طريقتهم، ولا تحملن عليهم فوق طاقتهم فلا يزال جليسك عنك نافرا، والمحمول عليه فوق طاقته مجانبا لك، فإذا أنت فرد لا صاحب لك يؤنسك، ولا أخ لك يعضدك، فإذا بقيت وحيدا كنت

(1) قصص الأنبياء مخطوط.
(2) استظهر في هامش المطبوع أن الصواب: استدبرتها.
(3) أصلها " المروءة " أي كمال الرجولية، ويقال بالفارسية " مردانگى " فقلب الهمزة واوا ثم ادغم.
(4) الغرة بالكسر: الغفلة، أي فيصيب منك غفلة في بعض حالاتك فيضرك.
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435