بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٤٢٣
ولا تسترشدوه، فإن الشخص الواحد في الفلات مريب، لعله أن يكون عينا (1) للصوص، أو يكون هو الشيطان الذي يحيركم، واحذروا الشخصين أيضا إلا أن تروا مالا أرى، فإن العاقل إذا أبصر بعينه شيئا عرف الحق منه، والشاهد يرى مالا يرى الغائب، يا بني فإذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشئ، وصلها واسترح منها، فإنها دين، وصل في جماعة ولو على رأس زج، (2) ولا تنامن على دابتك فإن ذلك سريع في دبرها، وليس ذلك من فعل الحكماء إلا أن تكون في محمل يمكنك التمدد لاسترخاء المفاصل، وإذا قربت من المنزل فأنزل عن دابتك، وابدء بعلفها قبل نفسك، وإذا أردت النزول فعليك من بقاع الأرض بأحسنها لونا، وألينها تربة، وأكثرها عشبا، وإذا نزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس، وإذا أردت قضاء حاجة فابعد المذهب في الأرض، فإذا ارتحلت فصل ركعتين، وودع الأرض التي حللت بها، وسلم عليها وعلى أهلها، فإن لكل بقعة أهلا من الملائكة، وإن استطعت أن لا تأكل طعاما حتى تبدء فتتصدق منه فافعل، وعليك بقراءة كتاب الله عز وجل ما دمت راكبا، وعليك بالتسبيح ما دمت عاملا، وعليك بالدعاء ما دمت خاليا، وإياك والسير من أول الليل، وعليك بالتعريس والدلجة (3) من لدن نصف الليل إلى آخره، وإياك ورفع الصوت في مسيرك. (4) أقول: قال الشيخ أمين الدين الطبرسي: اختلف في لقمان فقيل: إنه كان حكيما ولم يكن نبيا، عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وأكثر المفسرين، وقيل: إنه كان نبيا، عن عكرمة والسدي والشعبي، وفسروا الحكمة في الآية بالنبوة، وقيل: إنه كان عبدا أسود حبشيا، غليظ المشافر، (5) مشقوق الرجلين في زمن داود عليه السلام، وقال له بعض الناس: ألست كنت ترعى الغنم معنا؟ فقال: نعم، فقال: من أين أوتيت ما أرى؟ قال:

(1) العين: الديدبان والجاسوس.
(2) الزج: الحديدة التي في أسفل الرمح.
(3) من عرس القوم: نزلوا من السفر لاستراحة ثم يرتحلون. والدجلة من قولهم: أدلج القوم: ساروا الليل كله أو في آخره، والاسم الدلجة بضم الدال وفتحها.
(4) روضة الكافي: 348 و 349.
(5) المشافر جمع المشفر: الشفة.
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435