بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٣ - الصفحة ٤٠٦
بيان: قال الشيخ أمين الدين الطبرسي: أما ذو الكفل فاختلف فيه فقيل: إنه كان رجلا صالحا ولم يكن نبيا، ولكنه تكفل لنبي صوم النهار، وقيام الليل، وأن لا يغضب، ويعمل بالحق، فوفى بذلك فشكر الله ذلك له، عن أبي موسى الأشعري وقتادة ومجاهد، وقيل: هو نبي اسمه ذو الكفل، عن الحسن، قال: ولم يقص الله خبره مفصلا، وقيل: هو إلياس، عن ابن عباس، وقيل: كان نبيا وسمي ذا الكفل بمعنى أنه ذو الضعف فله ضعف ثواب غيره ممن هو في زمانه، لشرف عمله، عن الجبائي، وقيل: هو اليسع بن خطوب الذي كان مع إلياس، وليس اليسع الذي ذكره الله في القرآن، تكفل لملك جبار إن هو تاب دخل الجنة، ودفع إليه كتابا بذلك، فتاب الملك وكان اسمه كنعان فسمي ذا الكفل، والكفل في اللغة: الخط.
وفي كتاب النبوة بالاسناد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني وذكر نحوا مما مر انتهى. (1) وقال البيضاوي: " وذا الكفل " يعني إلياس، وقيل: يوشع، وقيل زكريا. (2) أقول: وقال بعض المؤرخين أنه بشر بن أيوب الصابر وذهب أكثرهم إلى أنه كان وصي اليسع، وقد مر في الباب الأول أنه يوشع، وقد مر منا فيه كلام، وإنما أوردناه في تلك المرتبة تبعا لأكثر المؤرخين، وإن كان يظهر من الخبر أنه كان بعد سليمان عليه السلام، وذكر المسعودي أن حزقيل وإلياس وذا الكفل وأيوب كانوا بعد سليمان عليه السلام وقبل المسيح عليه السلام.
وقال الثعلبي في كتاب العرائس: وقال بعضهم: ذو الكفل بشر بن أيوب الصابر، بعثه الله بعد أبيه رسولا إلى أرض الروم، فآمنوا به وصدقوه واتبعوه، ثم إن الله تعالى أمره (3) بالجهاد فكاعوا (4) عن ذلك وضعفوا، وقالوا: يا بشر إنا قوم نحب الحياة ونكره الموت، ومع ذلك نكره أن نعصي الله ورسوله، فإن سألت الله تعالى أن يطيل أعمارنا

(1) مجمع البيان 7: 59 - 60، وفيه: اسمه عدويا بن ادارين.
(2) أنوار التنزيل 2: 89.
(3) في المصدر: أمرهم.
(4) في المصدر: فكفوا.
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 1 نقش خاتم موسى وهارون عليهما السلام وعلل تسميتهما و بعض أحوالهما، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 2 أحوال موسى عليه السلام من حين ولادته إلى نبوته، وفيه 21 حديثا. 13
4 باب 3 معنى قوله تعالى: (فاخلع نعليك) وقول موسى عليه السلام: (واحلل عقدة من لساني) وأنه لم سمي الجبل طور سيناء، وفيه خمسة أحاديث. 64
5 باب 4 بعثة موسى وهارون عليهما السلام على فرعون، وأحوال فرعون وأصحابه وغرقهم، وما نزل عليهم من العذاب قبل ذلك، وإيمان السحرة وأحوالهم، وفيه 61 حديثا 67
6 باب 5 أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون، وفيه ستة أحاديث 157
7 باب 6 خروج موسى عليه السلام من الماء مع بني إسرائيل وأحوال التيه، وفيه 21 حديثا. 165
8 باب 7 نزول التوراة وسؤال الرؤية وعبادة العجل وما يتعلق بها، وفيه 51 حديثا. 195
9 باب 8 قصة قارون، وفيه خمسة أحاديث. 249
10 باب 9 قصة ذبح البقرة، وفيه سبعة أحاديث. 259
11 باب 10 قصص موسى وخضر عليهما السلام، وفيه 55 حديثا. 278
12 باب 11 ما ناجى به موسى عليه السلام ربه وما أوحي إليه من الحكم والمواعظ وما جرى بينه وبين إبليس لعنه الله وفيه 80 حديثا. 323
13 باب 12 وفاة موسى وهارون عليهما السلام وموضع قبرهما، وبعض أحوال يوشع بن نون عليه السلام، وفيه 22 حديثا. 363
14 باب 13 تمام قصة بلعم بن باعور، وفيه ثلاثة أحاديث. 377
15 باب 14 قصة حزقيل عليه السلام، وفيه تسعة أحاديث. 381
16 باب 15 قصص إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد وبيان أنه غير إسماعيل بن إبراهيم، وفيه سبعة أحاديث. 388
17 باب 16 قصة إلياس وإليا واليسع عليهم السلام، وفيه عشرة أحاديث. 392
18 باب 17 قصص ذي الكفل عليه السلام، وفيه حديثان. 404
19 باب 18 قصص لقمان وحكمه، وفيه 28 حديثا. 408
20 باب 19 قصص إشموئيل عليه السلام وتالوت وجالوت وتابوت السكينة، وفيه 22 حديثا. 435