بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٧٣
أحبار اليهود: ما آمن بمحمد إلا أشرارنا فنزلت، عن ابن عباس وغيره، وقيل: نزلت في أربعين من أهل نجران، واثنين وثلاثين من الحبشة، وثمانية من الروم كانوا على عهد عيسى فصدقوا محمدا صلى الله عليه وآله، عن عطاء. (1) وفي قوله تعالى: " لقد سمع الله " لما نزل " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا " قالت اليهود: إن الله فقير يستقرض منا ونحن أغنياء، قائله حي بن أخطب، عن الحسن و مجاهد، وقيل: كتب النبي صلى الله عليه وآله مع أبي بكر إلى يهود بني قينقاع يدعوهم إلى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وأن يقرضوا الله قرضا حسنا، فدخل أبو بكر بيت مدارستهم فوجد ناسا كثيرا منهم اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص بن عازوراء فدعاهم إلى الاسلام والزكاة والصلاة، فقال فنحاص: إن كان ما تقول حقا فإن الله إذا لفقير ونحن أغنياء، ولو كان غنيا لما استقرضنا أموالنا! فغضب أبو بكر وضرب وجهه فنزلت. (2) وفي قوله تعالى: " الذين قالوا إن الله عهد إلينا " قيل: نزلت في جماعة من اليهود منهم كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف ووهب بن يهودا وفنحاص بن عازوراء قالوا:
يا محمد إن الله عهد إلينا في التوراة أن لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار، فإن زعمت أن الله بعثك إلينا فجئنا به لنصدقك، فأنزل هذه الآية، عن الكلبي، وقيل:
إن الله أمر بني إسرائيل في التوراة: من جاءكم يزعم أنه نبي فلا تصدقوه حتى يأتي بقربان تأكله النار حتى يأتيكم المسيح ومحمد صلى الله عليه وآله، فإذا أتياكم فآمنوا بهما بغير قربان " فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين " هذا تكذيب لهم في قولهم، ودلالة على عنادهم وعلى أن النبي صلى الله عليه وآله لو أتاهم بالقربان المتقبل كما أرادوا لم يؤمنوا به كما لم يؤمنوا آباؤهم، وإنما لم يقطع الله عذرهم لعلمه سبحانه بأن في الاتيان به مفسدة لهم، و المعجزات تابعة للمصالح، وكأن ذلك اقتراح في الأدلة على الله، والذي يلزم في ذلك أن يزيح علتهم بنصب الأدلة فقط. (3)

(1) مجمع البيان 2: 488.
(2) مجمع البيان 2: 547. (3) مجمع البيان 2: 549. وفيه: مالك بن الصيفي.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست