بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٧٥
وديننا القديم، ودين محمد الحديث، فقال كعب: أنتم والله أهدى سبيلا مما عليه محمد - صلى الله عليه وآله - فنزلت. (1) وفي قوله: " ألم تر إلى الذين يزعمون " كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة، فقال اليهودي: أخاصم إلى محمد - لأنه علم أنه لا يقبل الرشوة ولا يجور في الحكم - وقال المنافق: لا بل بيني وبينك كعب بن الأشرف - لأنه علم أنه يأخذ الرشوة - فنزلت، فالطاغوت هو كعب بن الأشرف. وقيل: إنه كاهن من جهينة أراد المنافق أن يتحاكم إليه، وقيل: أراد به ما كانوا يتحاكمون فيه إلى الأوثان بضرب القداح، وعن الباقر والصادق عليهما السلام أن المعني به كل من يتحاكم إليه ممن يحكم بغير الحق. (2) وفي قوله: " لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " أي تناقضا من جهة حق وباطل، أو اختلافا في الاخبار عما يسرون، أو من جهة بليغ ومرذول، أو تناقضا كثيرا، وذلك أن كلام البشر إذا طال وتضمن من المعاني ما تضمنه القرآن لم يخل من التناقض في المعاني والاختلاف في اللفظ، وكل هذه منفي عن كتاب الله. (3) وفي قوله: " إن يدعون من دونه إلا إناثا " فيه أقوال: أحدها: إلا أوثانا، وكانوا يسمون الأوثان باسم الإناث: اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى وأشاف (4) ونائلة، عن أبي مالك والسدي ومجاهد وابن زيد، وذكره أبو حمزة الثمالي في تفسيره قال: كان في كل واحدة منهن شيطانة أنثى تتراءى للسدنة وتكلمهم، وذلك من صنيع إبليس وهو الشيطان الذي ذكره الله فقال: لعنه الله. قالوا: واللات كان اسما لصخرة والعزى كان

(1) مجمع البيان 3: 59. (2) مجمع البيان 3: 66.
(3) مجمع البيان 3: 81.
(4) هكذا في المطبوع، وفى نسخة: اناف بالنون، والصحيح: " اساف " بالسين ككتاب وسحاب صنم وضعها عمرو بن لحى على الصفا، ونائلة على المروة وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة، وقيل: هما اساف بن عمرو ونائلة بنت سهل كانا شخصين من جرهم، فجرا في الكعبة فمسخا حجرين فعبدتهما قريش.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست