بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٧٢
كما يسلم بعضنا على بعض، أفلا نسجد لك؟ قال: لا ينبغي أن يسجد لاحد من دون الله، ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله، فنزلت. (1) وفي قوله تعالى: " كيف يهدي الله " قيل: نزلت في رجل من الأنصار يقال له الحارث بن سويد بن الصامت وكان قتل المحذر بن زياد البلوي غدرا وهرب وارتد عن الاسلام ولحق بمكة ثم ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله هل لي من توبة؟
فسألوا فنزلت الآيات إلى قوله: " إلا الذين تابوا " فحملها إليه رجل من قومه، فقال: إني لاعلم أنك لصدوق، وأن رسول الله لأصدق منك، وأن الله تعالى أصدق الثلاثة، ورجع إلى المدينة وتاب وحسن إسلامه، وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام، وقيل: نزلت في أهل الكتاب الذين كانوا يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وآله قبل مبعثه ثم كفروا بعد البعث حسدا وبغيا. (2) وفي قوله تعالى: " كل الطعام كان حلا " أنكر اليهود تحليل النبي صلى الله عليه وآله لحوم الإبل فقال صلى الله عليه وآله: كل ذلك كان حلا لإبراهيم عليه السلام، فقالت اليهود: كل شئ نحرمه فإنه كان محرما على نوح وإبراهيم وهلم جرا حتى انتهى إلينا، فنزلت. (3) وفي قوله تعالى: " لم تصدون عن سبيل الله " قيل: إنهم كانوا يغرون بين الأوس والخزرج يذكرونهم الحروب التي كانت بينهم في الجاهلية حتى تدخلهم الحمية و العصبية فينسلخوا عن الدين فهي في اليهود خاصة، وقيل: في اليهود والنصارى، و معناها: لم تصدون بالتكذيب بالنبي وأن صفته ليست في كتبكم. (4) وفي قوله تعالى: " لن يضروكم إلا أذى " قال مقاتل: إن رؤوس اليهود مثل كعب بن الأشرف وأبي رافع وأبي ياسر وكنانة وابن صوريا عمدوا إلى مؤمنيهم كعبد الله ابن سلام وأصحابه فأنبوهم على إسلامهم، فنزلت. (5) وفي قوله تعالى: " ليسوا سواء " قيل: لما أسلم عبد الله بن سلام وجماعة قالت

(1) مجمع البيان 2: 466. (2) مجمع البيان 2: 471.
(3) مجمع البيان 2: 475. (4) مجمع البيان 2: 480.
(5) مجمع البيان 2: 487.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست