بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٢٨٦
وكان سبب نزول هاتين الآيتين ما كان من اليهود أعداء الله من قول سئ في جبرئيل وميكائيل، (1) وما كان من أعداء الله النصاب من قول أسوأ منه في الله وفي جبرئيل وميكائيل وسائر ملائكة الله، وأما ما كان من النصاب فهو أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما كان لا يزال يقول في علي عليه السلام الفضائل التي خصه الله عز وجل بها والشرف الذي أهله الله تعالى له، وكان في كل ذلك يقول: " أخبرني به جبرئيل عن الله " و يقول في بعض ذلك: " جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ويفتخر جبرئيل على ميكائيل في أنه عن يمين علي - عليه السلام - الذي هو أفضل من اليسار، كما يفتخر نديم ملك عظيم في الدنيا يجلسه الملك عن يمينه على النديم الآخر الذي يجلسه على يساره ويفتخران على إسرافيل الذي خلفه في الخدمة، (2) وملك الموت الذي أمامه بالخدمة وأن اليمين والشمال أشرف من ذلك كافتخار حاشية (3) الملك على زيادة قرب محلهم من ملكهم " وكان يقول رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض أحاديثه: " إن الملائكة أشرفها عند الله أشدها لعلي بن أبي طالب حبا، وإن قسم الملائكة فيما بينها: والذي شرف عليا على جميع الورى بعد محمد المصطفى " ويقول مرة: " إن ملائكة السماوات والحجب ليشتاقون إلى رؤية علي بن أبي طالب كما تشتاق الوالدة الشفيقة إلى ولدها البار الشفيق آخر من بقي عليها بعد عشرة دفنتهم " فكان هؤلاء النصاب يقولون: إلى متى يقول محمد: جبرئيل وميكائيل والملائكة، كل ذلك تفخيم لعلي و تعظيم لشأنه؟ ويقول: الله تعالى خاص لعلي دون سائر الخلق؟ برئنا من رب ومن ملائكة ومن جبرئيل وميكائيل هم لعلي عليه السلام بعد محمد صلى الله عليه وآله مفضلون، وبرئنا من رسل الله الذين هم لعلي - عليه السلام - بعد محمد - صلى الله عليه وآله مفضلون.
وأما ما قاله اليهود فهو أن اليهود أعداء الله فإنه لما قدم النبي صلى الله عليه وآله المدينة أتوه بعبد الله بن صوريا، فقال: يا محمد كيف نومك؟ فإنا قد أخبرنا عن نوم النبي الذي يأتي في آخر الزمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: تنام عيني وقلبي يقظان، قال: صدقت يا محمد، قال:

(1) في المصدر: وسائر ملائكة الله.
(2) في المصدر: بالخدمة.
(3) في هامش المصدر: خاصة (خ ل).
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست