بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩ - الصفحة ٢٨١
ثم مشى أبي بن خلف بعظم رميم ففته (1) في يده ثم نفخه وقال: أتزعم أن ربك يحيي هذا بعد ما ترى؟ فأنزل الله تعالى: " وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم " إلى آخر السورة. (2) 4 - الخرائج: روي أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال: إني أريد أن أسألك عن أشياء فلا تغضب، قال: سل عما بدا لك فإن كان عندي أجبتك وإلا سألت جبرئيل، فقال: أخبرنا عن الصليعاء، وعن القريعاء، وعن أول دم وقع على وجه الأرض، وعن خير بقاع الأرض، وعن شرها، فقال: يا أعرابي هذا ما سمعت به ولكن يأتيني جبرئيل فأسأله، فهبط فقال: هذه أسماء ما سمعت بها قط، فعرج إلى السماء ثم هبط فقال: أخبر الاعرابي أن الصليعاء هي المسباخ التي يزرعها أهلها فلا تنبت شيئا، و أما القريعاء فالأرض التي يزرعها أهلها فتنبت ههنا طاقة وههنا طاقة فلا يرجع إلى أهلها نفقاتهم، وخير بقاع الأرض المساجد، وشرها الأسواق وهي ميادين إبليس إليها يغدو، وأن أول دم وقع على الأرض مشيمة حواء حين ولدت قابيل بن آدم.
بيان: قال الجزري: في حديث علي عليه السلام: (إن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وآله عن الصليعاء والقريعاء) الصليعاء تصغير الصلعاء: الأرض التي لا تنبت، والقريعاء: أرض لعنها الله، إذا أنبت أو زرع فيها نبت في حافيتها ولم ينبت في متنها شئ.
5 - تفسير الإمام العسكري: " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر وإلى الله ترجع الأمور " قال الامام: لما بهرهم (3) رسول الله صلى الله عليه وآله بآياته، وقد رد معاذيرهم بمعجزاته (4) أبى بعضهم الايمان، واقترح عليه الاقتراحات الباطلة وهي ما قال الله تعالى: " وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون

(1) فت الشئ: كسره بالأصابع كسرا صغيرا.
(2) امالي ابن الشيخ: 12.
(3) أي غلبهم.
(4) في المصدر: وقطع معاذيرهم بمعجزاته.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست